استعادت قوات الجيش السوداني السيطرة على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، في تحرك يُعد الأبرز منذ اندلاع الصراع مع قوات الدعم السريع في أبريل 2023. وأعلن المتحدث باسم الحكومة السودانية، السبت، أن الجيش نجح في دخول المدينة بعد مواجهات عنيفة، بينما أقر قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بخسارة المدينة وتعهد باستعادتها قريبًا.
تعليق قائد قوات الدعم السريع
تعد ود مدني مدينة استراتيجية لموقعها الحيوي كمفترق طرق للإمدادات بين عدة ولايات وأقرب نقطة رئيسية للعاصمة الخرطوم التي دمرتها الحرب. ونجاح الجيش في السيطرة على المدينة يمثل تقدمًا كبيرًا، خاصة بعد أن كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ ديسمبر 2023.
حميدتي، في تسجيل صوتي، وصف فقدان المدينة بأنه “جولة خاسرة وليست خسارة المعركة بأكملها”، داعيًا مقاتليه إلى إعادة ترتيب صفوفهم والحفاظ على معنوياتهم. من جهته، أكد رئيس مجلس السيادة في السودان أن “النصر على المتمردين بات قريبًا”، متعهدًا بتطهير كل الأراضي السودانية التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
خسائر بشرية وأزمة إنسانية متفاقمة
مع استمرار الحرب، تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن الصراع تسبب في مقتل عشرات الآلاف وتشريد 12 مليون سوداني، بينهم 9 ملايين داخل البلاد. وصُنفت الأزمة كأكبر موجة نزوح في العالم.
تتصاعد التحذيرات الدولية بشأن تأثير الحرب على المدنيين، حيث يعاني الملايين من انعدام الأمن الغذائي، وسط مخاوف من مجاعة وشيكة.
توازن القوى على الأرض
يسيطر الجيش السوداني بشكل كامل على ولايات البحر الأحمر، كسلا، القضارف، الشمالية، وسنار، إلى جانب 90% من ولاية نهر النيل. بينما تحكم قوات الدعم السريع قبضتها على ست ولايات أخرى، مع تقاسم السيطرة في العاصمة الخرطوم وولايات الجزيرة والنيل الأبيض وكردفان.
في الوقت نفسه، أفادت وسائل إعلام محلية باستمرار القصف المدفعي المكثف من قبل الجيش على مواقع الدعم السريع في الخرطوم بحري. ويبدو أن الجيش يسعى لتوسيع سيطرته في محاور أخرى لتعزيز موقفه العسكري والسياسي.