تكشف قصص المعتقلين في سجون النظام السوري السابق عن معاناة لا تُطاق، حيث يواجهون أشكالًا من التعذيب والظلم داخل جدران سجون لا تعرف الرحمة. من سجن صيدنايا إلى سجن حمص المركزي، تتوالى القصص المؤلمة عن الأسرى الذين قضوا سنوات في سجون نظام الأسد، وأخيرًا يبدأ الحلم بالتحرر يتحقق بعد عقود من القهر.
وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صور تظهر لحظات مفرحة لنساء وأطفال يتم إخراجهم من سجن صيدنايا، أحد أكثر السجون شهرة في سوريا بسبب الأهوال التي يواجهها المعتقلون داخله. تأتي هذه الصور بعد أيام من تحرير أكثر من 3500 سجين من سجن حمص المركزي، الذي يقع شمال المدينة.
كما لاقت أخبار خروج المعتقلين من السجون السورية اهتمامًا واسعًا في لبنان، حيث تداولت مواقع التواصل و”واتساب” لائحة بأسماء مواطنين لبنانيين تم اعتقالهم خلال الحرب الأهلية اللبنانية واختفوا منذ سنوات.
أما الأبرز في هذه القصص، فكان ظهور رجل مسن من بلدة في عكار شمال لبنان، كان قد اختفى قبل نحو 40 عامًا. انتشرت صورته بسرعة، حيث ربطها بعض جيرانه بما كان يعتقد أنه “علي حسن العلي”، الذي تم اعتقاله من قبل القوات السورية. ويظل حوالي 622 معتقلًا لبنانيًا في سجون سوريا، لا يعرف مصيرهم أو أماكنهم.
وفي إطار هذه الأحداث، ورغم تأكيد السلطات اللبنانية سابقًا على عدم وجود معتقلين لبنانيين سياسيين في سجون سوريا، تبقى العديد من الأسر اللبنانية تعيش على أمل الحصول على معلومات حول أحبائهم الذين اختفوا في السجون السورية.
وتسلط هذه القصص المؤلمة الضوء على مأساة المفقودين والمعتقلين خلف جدران سجون النظام السوري، وما زالت الحرية والتحرر حلماً بعيد المنال للكثيرين، لكن مع تزايد الأمل بتحقيق العدالة، تبدأ حكايات التحرير في الظهور، والأنظار تتجه نحو مستقبل يشرق معه فجر الحرية.