عبدالقادر شهيب
وكأنَّ ما قال به السفير الأمريكي السابق في سوريا عادي، رغم أنه اعتراف صريح من أمريكي.. بأن بلاده تتدخل في شؤوننا نحن العرب، وتجاهر بذلك الآن علناً! لقد قال السفير الأمريكي السابق.. إنه درَّب الرئيس السوري الحالي على الانتقال إلى عالم السياسة في عام 2023.
وفي العام التالي، انتقل الشرع فعلاً.. إلى عالم السياسة، ومع ذلك لم ينتبه أحد لهذا الاعتراف الأمريكي، الذي لم ينفِه مسؤول سوري قريب.. أو حتى بعيد من الرئاسة السورية، ولم ينزعج أحد من العرب، بل مرَّ الأمر مرور الكرام، وكأنَّ هذا الاعتراف الأمريكي عادي!
إنَّ كلام السفير الأمريكي السابق في سوريا.. عن الرئيس السوري الحالي، خطير. فهو يبين أن أصابع أمريكا مندسَّة في شؤوننا؛ ترتب لنا أوضاعنا الحالية، وتصوغ لنا مستقبلًا. إنه كلام يفسر لنا أنَّ استقبال ترامب للرئيس السوري في الرياض.. كان نتيجة لتاريخ سابق، وتعاملات سابقة، وليس كما أُخرِج.. استجابة لطلب سعودي-تركي.. وذات الشيء ينطبق على رفع العقوبات الأمريكية على سوريا..
إن ذلك يُذكِّرنا بما فعلته أمريكا – تحت إدارة ديمقراطية – حينما سعت لتسليم الإخوان مقاليد الحكم في مصر، وكان ذلك ثمرة اتصالات وحوارات ولقاءات ومشاورات.. بدأت منذ عام 2005، وازدهرت منذ عام 2009، وهو العام الذي قررت فيه جماعة الإخوان أن تنفذ خطتها.. لتحل محل مبارك في حكم مصر.
وهكذا.. أمريكا لم تنسحب – كما قيل – من منطقتنا، وتوجهت باهتمامها لآسيا، وإنما هي تدبر لنا أمورنا خفية.. بفعالية وهمة ونشاط، وبشكل تفصيلي. ونحن – للأسف الشديد – لا نكتفي بالسكوت، وإنما نساعدها في إخراج ما تريده، وكأنه استجابة لرغباتنا نحن!
نقلاً عن «فيتو»