رغم الدعم الناتج عن الاتفاق المؤقت بين واشنطن وبكين، اصطدمت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء ببيانات مفاجئة من أكبر مستهلك للنفط في العالم، وسط ترقب حذر لبيانات رسمية قد تعيد توجيه السوق.
تراجع طفيف بعد صعود حاد
انخفضت أسعار النفط خلال التعاملات المبكرة، بعد صدور بيانات أظهرت ارتفاعاً غير متوقع في مخزونات الخام الأميركية، ما ضغط على الأسواق رغم استمرار دعم الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين وانخفاض الدولار.
◄ تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يوليو بنسبة 0.7% أو ما يعادل 0.45 دولار، ليستقر قرب مستويات 66.2 دولار للبرميل بحلول الساعة 3:00 صباحاً بتوقيت غرينتش.
◄ كما نزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يونيو بنسبة مماثلة إلى نحو 63.24 دولار للبرميل، بعد فقدان 0.4 دولار.
وجاء هذا التراجع بعد مكاسب قوية في جلسة الثلاثاء، حيث صعد خام برنت بنحو 2.57% إلى 66.63 دولار، فيما ارتفع خام غرب تكساس بنسبة 2.78% إلى 63.67 دولار. كما قفز الخامان القياسيان بنحو 4% خلال جلسة الاثنين مدعومين بالتطورات التجارية بين واشنطن وبكين.
صدمة المخزونات: زيادة غير متوقعة
وفقاً لتقرير صادر عن معهد البترول الأميركي في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، ارتفعت مخزونات الخام في الولايات المتحدة بمقدار 4.3 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 9 مايو، مخالفاً لتوقعات المحللين التي رجّحت تراجعاً قدره 2.4 مليون برميل.
في المقابل، أشار التقرير إلى انخفاض مخزونات البنزين بنحو 1.37 مليون برميل، وكذلك تراجع مخزونات المقطرات، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بمقدار 3.675 ملايين برميل. وتترقب الأسواق صدور البيانات الرسمية من إدارة معلومات الطاقة الأميركية في وقت لاحق اليوم، والتي قد تؤكد أو تنفي هذا الاتجاه.
الدولار يتراجع.. والنفط يستفيد مؤقتاً
انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات الرئيسية، بنسبة 0.67% أمس الثلاثاء، بعد صدور بيانات أظهرت أن التضخم في الولايات المتحدة جاء دون التوقعات.
هذا التراجع في قيمة الدولار يجعل النفط المقوّم بالعملة الأميركية أقل تكلفة للمستوردين الذين يستخدمون عملات أخرى، مما يعزز الطلب العالمي على الخام، ويدعم الأسعار بشكل مؤقت.
هدنة تجارية تُنعش الأسواق
توصلت الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق هدنة في حربهما التجارية، لمدة 90 يوماً على الأقل، تضمن خفضاً متبادلاً في الرسوم الجمركية. حيث خفضت واشنطن رسومها من 145% إلى 30%، بينما خفضت بكين الرسوم المفروضة على الواردات الأميركية من 125% إلى 10%.
وكتب محللو «ريستاد إنيرجي» في مذكرة: “رغم أن الاتفاق بدد بعض المخاوف بشأن الطلب، إلا أن تأثير الرسوم لا يزال قائماً في ظل استمرار حالة عدم اليقين حول المفاوضات الدائمة”.
الأسعار قفزت عقب الاتفاق بأكثر من 1.6 دولار للبرميل يوم الثلاثاء، مسجلة مكاسب بنحو 3% عند التسوية.
عقوبات جديدة على طهران
في تطور آخر قد يؤثر على المعروض العالمي، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية فرض عقوبات على شبكة شحن تتهمها بإرسال ملايين البراميل من النفط الإيراني إلى الصين، وذلك بعد جولة رابعة من المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران في سلطنة عمان.
ورغم وصف إيران للمفاوضات الأخيرة بـ”المثمرة”، اعتبرت أن العقوبات الأميركية الجديدة لا تنسجم مع جهود التفاوض، مما قد يزيد التوتر الجيوسياسي ويؤثر على إمدادات النفط من المنطقة.