Times of Egypt

أخيرًا !

M.Adam
عبدالقادر شهيب 

عبدالقادر شهيب


بعد أن توغلت القوات الإسرائيلية في أراضي سوريا، بمساحة تقترب من أربعمائة كيلومتر مربع، واقتربت من العاصمة دمشق.. في ظل صمت القادة الجدد لسوريا، وتمكنت من تدمير -كما قال نتنياهو- 80 في المائة من قدرات الجيش السوري، وبعد أن أعلنت أمريكا تفهمها لاحتلال إسرائيل الأراضي السورية.. بدعوى الدفاع عن النفس…
… بعد ذلك كله، أخيراً.. تحرك القادة الجدد، وقدم مندوب سوريا في الأمم المتحدة.. مذكرة إلى مجلس الأمن، يطالبه فيها بالتحرك لإجبار إسرائيل.. على سحب قواتها من الأراضي السورية، التى احتلتها بعد سقوط بشار الأسد.
ويمكن فهم هذا التحرك المتأخر – للقادة الجدد في سوريا في مواجهة العدوان الإسرائيلى على سوريا – بالنظر إلى أنه جاء.. بعد أن تعرضوا لانتقادات من كل صوب، لأنهم سكتوا والتزموا الصمت.. على ما فعلته – ومازالت تفعله – إسرائيل ضد بلادهم، لدرجة أن هذا الصمت، أثار شكوكاً عربية فيهم.. وفي علاقاتهم مع إسرائيل ذاتها!
إننا نردد دوماً مقولة: أن تأتي متأخراً.. خيرٌ من ألا تأتي أصلاً. لكن هذه المقولة ليست مناسبة لاستخدامها هنا في هذا الموقف، لأكثر من سبب. أولاً: لأن صمت القادة الجدد لسوريا.. على ما قامت به إسرائيل، أغراها أن تتمادى فيه.. حتى دمرت قدرات الجيش السوري الفاعلة، واقتربت قواتها من العاصمة دمشق.
ثانيًا: لآنه تحرُّك معروف سلفاً، أنه لا يجدي.. في ظل تأييد أمريكا لما قامت به إسرائيل. وثالثاً: لآنه لم يقترن به أي إجراء.. لحماية ما تبقى من قدرات الجيش السوري، الذي ليس معروفاً مصيره.. في ظل وجود التنظيمات المسلحة العديدة في سوريا.
وبهذا المعنى، يمكننا فهم هذا التحرك.. بأنه بمثابة إبراء للذمة – بالنسبة للقادة الجدد في سوريا – ومحاولة للرد على الشكوك التي آثارها صمتهم.. على تدمير جيش بلادهم، واحتلال القوات الإسرائيلية أراضي بلادهم.
نقلاً عن «فيتو»

شارك هذه المقالة