عقد الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، أمس الخميس، اجتماعًا مع المهندس أحمد العصار، رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، والمهندسة هبة أبو العلا، نائب رئيس مجلس الإدارة، لبحث سبل التعاون بين الوزارة والشركة في مجالي استخدام التقنيات الحديثة لتحلية المياه للإنتاج الغذائي الكثيف، وتنفيذ تجربة ريادية لتأهيل الترع باستخدام مواد صديقة للبيئة.
وأكد الدكتور سويلم خلال الاجتماع أهمية تعظيم العائد من وحدة المياه، عبر تحقيق “إنتاج غذائي أكبر باستخدام أقل كميات من المياه”، مشيرًا إلى أن تحلية المياه للإنتاج الغذائي المكثف تمثل أحد المحاور الأساسية في استراتيجية “الجيل الثاني لمنظومة الري 2.0″، التي تستهدف مواجهة محدودية الموارد المائية المستقبلية، والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي، مما يتطلب العمل من الآن على وضع الأسس العلمية والفنية اللازمة لتحقيق هذا التحول.
وشدد وزير الري على أهمية تعزيز البحوث التطبيقية في مجال تحلية المياه للإنتاج الغذائي المكثف، بما يضمن تحقيق جدوى اقتصادية من خلال خفض تكلفة الطاقة المستخدمة، والتي تمثل نسبة كبيرة من التكلفة الإجمالية لعمليات التحلية. كما أوضح أن استخدام المياه المحلاة بأعلى كفاءة اقتصادية ممكنة يتطلب تطبيق نظم متكاملة مثل الأكوابونيك، التي تجمع بين تربية الأسماك والزراعة في وحدة متكاملة، بما يحقق أقصى استفادة من وحدة المياه.
وأضاف الدكتور سويلم أن المياه شديدة الملوحة الناتجة عن عمليات التحلية يمكن توظيفها في مشروعات ذات قيمة اقتصادية عالية، مثل تربية الروبيان الملحي (الأرتيميا) والطحالب التي تتحمل مستويات ملوحة مرتفعة، مما يفتح آفاقًا جديدة لتعظيم العائد الاقتصادي من وحدة المياه.
وفي هذا السياق، أكد الوزير ضرورة إعطاء الأولوية لاستخدام المياه قليلة الملوحة، مثل مياه الصرف الزراعي، قبل اللجوء إلى تحلية مياه البحر ذات التكلفة المرتفعة، مع أهمية اختيار المحاصيل المناسبة التي تتكيف مع خصائص المياه المحلاة، والاعتماد على أساليب الزراعة الحديثة التي تضمن أعلى إنتاجية بأقل استهلاك مائي.
كما ناقش الاجتماع مقترح تنفيذ تجربة ريادية لتأهيل الترع باستخدام مواد صديقة للبيئة، مع وضع إرشادات واضحة لاختيار أفضل المواد الطبيعية الملائمة لطبيعة التربة في كل منطقة، وإجراء مقارنة بين تلك المواد والمواد التقليدية المستخدمة في أعمال التبطين، من حيث التكلفة ومدد التنفيذ، مع إخضاع الأعمال المنفذة للاختبارات المعملية والنمذجة الرياضية لضمان تحقيق أعلى مستويات الكفاءة والجودة.
وأشار الدكتور سويلم إلى أن الوزارة تتبنى حاليًا خطة للتوسع في استخدام المواد الطبيعية الصديقة للبيئة في جميع مشروعاتها، سواء في تأهيل الترع أو حماية الشواطئ، بما يتماشى مع توجهات الدولة نحو تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة.