Times of Egypt

وثيقة سرية مسربة تثير أزمة دبلوماسية بين برلين وواشنطن عشية تنصيب ترامب

M.Adam

أثار تسريب وثيقة دبلوماسية سرية، أعدها السفير الألماني في واشنطن، انتقادات واسعة الأحد، قبيل حفل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. الوثيقة، التي نشرتها صحيفة بيلد الألمانية، تضمنت تحذيرات من “خطط انتقامية” قد ينتهجها ترامب، وأعربت عن مخاوف من أن سياساته قد تقوض الديمقراطية في الولايات المتحدة.

قلق دبلوماسي من سياسات ترامب

الوثيقة المسربة تضمنت تصريحات أندرياس ميكايليس، السفير الألماني في واشنطن، الذي يمثل بلاده في حفل تنصيب ترامب. في برقية موجهة إلى وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أعرب ميكايليس عن استيائه من “استراتيجية التعطيل القصوى” التي يتبعها الرئيس الأميركي المنتخب، مشيراً إلى أنها قد تؤدي إلى “إعادة ترسيم النظام الدستوري” في الولايات المتحدة.

ورأى السفير أن ترامب يسعى إلى “تركيز السلطات بيد الرئيس” على حساب الكونغرس والولايات الفيدرالية، مشيراً إلى أن هذا النهج قد يلحق ضرراً كبيراً بالمبادئ الديمقراطية الأساسية.

وزارة الخارجية ترفض التعليق

وفي رد مقتضب، رفضت وزارة الخارجية الألمانية التعليق على “وثائق داخلية أو تحليلات السفارات”، مؤكدةً أن الوثيقة كانت مصنفة “سرية”. وأوضحت الوزيرة بيربوك في تصريح للتلفزيون الرسمي أن السفارات تقوم بتحليل الأوضاع السياسية تمهيداً للتغييرات الحكومية، واعتبرت أن ما ورد في الوثيقة لا يتجاوز التحليلات المتوقعة.

توقيت حساس ومخاوف متزايدة

التسريب يأتي في وقت حساس بالنسبة لبرلين، إذ من المقرر أن يمثل السفير ميكايليس ألمانيا خلال حفل تنصيب ترامب. وأثار مضمون الوثيقة جدلاً واسعاً، خاصةً في ظل تضمنها انتقادات لخطط ترامب بشأن “الترحيل الجماعي” للأجانب، ومحاولاته المحتملة لتعيين حلفاء في مناصب رئيسية.

كما أبدى السفير قلقه من تنامي النفوذ التنفيذي على حساب الحريات الأساسية، مشيراً إلى رغبة ترامب وحليفه إيلون ماسك في فرض قيود على حرية التعبير وتقليص حقوق الأقليات.

ردود فعل سياسية وإعلامية

السياسيون الألمان بدورهم لم يتجاهلوا التسريب. لارس كلينغبيل، الرئيس المشارك للحزب الاشتراكي الديمقراطي، شدد على ضرورة التعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة بحذر، مضيفاً: “نمد يدنا لترامب، لكن إذا رفض التعاون، علينا الدفاع عن مصالحنا”.

وفي تعليق لصحيفة كولنيشه روندشاو، اعتُبر التسريب “محرجاً” لبرلين، وقد يؤدي إلى توتر العلاقات مع الإدارة الأميركية. أما السفير الألماني السابق في واشنطن، فولفغانغ إيشنغر، فقد وصف التسريب بـ”السام”، مؤكداً أنه سيزيد من تعقيد العلاقة مع البيت الأبيض.

محاولات لتخفيف التوتر

رغم الانتقادات، سعت الخارجية الألمانية إلى التقليل من أهمية الحادثة، مشددة على أهمية الحفاظ على تعاون وثيق مع واشنطن. وأكدت أن الولايات المتحدة تبقى “أحد أهم حلفاء ألمانيا”، في إشارة إلى الحرص على تجاوز هذا التوتر الدبلوماسي.

انقسام داخلي في ألمانيا

في المقابل، استغل زعيم المعارضة المحافظة، فريدريش ميرتس، الموقف لتوجيه انتقاداته، واصفاً محتوى الوثيقة بـ”العبثي”. وأضاف خلال اجتماع انتخابي أن “الرئيس الأمريكي وحكومته لا يحتاجان إلى تلقي محاضرات من ألمانيا”.

شارك هذه المقالة