Times of Egypt

.. واللغة الفرنسية؟! 

Mohamed Bosila
د. أسامة الغزالي حرب  

د. أسامة الغزالي حرب 

تلقيت كثيراً من المناشدات من معلمي اللغة الفرنسية، بشأن قلقهم من بعض الأفكار التي طرحها السيد وزير التعليم – على نحو غير مدروس – عن تهميش تلك اللغة بشكل أو بآخر. إنني أقول لهم، ومع الاحترام والتقدير الكامل لمخاوفهم المشروعة.. على مهنتهم وأرزاقهم. إن القضية أكبر بكثير من ذلك، بل وأكبر من العلاقة الثقافية الخاصة بين مصر وفرنسا.. منذ أن فك الشاب الفرنسي النابه فرانسوا شامبليون أسرار اللغة المصرية القديمة؛ فاتحاً الباب على مصراعيه لمعرفة التاريخ الفرعوني.. وأكبر أيضاً من أن الفرنسية، كانت لغة أساسية للنخبة الثقافية والسياسية المصرية.. منذ رفاعة الطهطاوي وكتابه الشهير في تلخيص باريز، والزعيم الشاب مصطفى كامل.. ورسائله إلى الكاتبة الفرنسية مدام جولييت آدم، التي كانت بمثابة أمه الروحية..  

وحتى مفكر مصر العظيم د. طه حسين، بل وحتى العديد من نجوم الفن العظام (مثل سيدة شاشة السينما المصرية فاتن حمامة) وغيرهم من مئات المثقفين والكُتاب والعلماء. إنها قضية تتصل مباشرة بمصالح مصر القومية، وعلاقاتها الحيوية، ليس فقط مع فرنسا – إحدى الدول الكبرى في العالم، وفي الاتحاد الأوروبي – وإنما – قبل ذلك وبعده – بعلاقة مصر مع ثمانية عشر بلداً إفريقياً ناطقاً بالفرنسية، وانطبعت ثقافته بالثقافة الفرنسية.. هل أقول لكم ما هي. إنها: (الكونغو الديمقراطية ومدغشقر والكاميرون وساحل العاج والنيجر ومالي وبوركينا فاسو والسنغال وتشاد وغينيا ورواندا وبنين وبوروندي وتوجو وإفريقيا الوسطى والجابون وجزر القمر والكونغو)!  

إنني لم أسترح لمراوغة الوزير.. في رده على التساؤلات بشأن تدريس اللغة الفرنسية كلغة ثانية، وإخراجها من المجموع، مثلما لم أفهم موقفه من مسائل أخرى.. يضيق المجال هنا عن معالجتها…  

ويقيني هنا باختصار.. أن سيادته – مع كامل الاحترام له – خيب ظن من يأملون في تطوير واحدة من أهم الوزارات المصرية! 

نقلاً عن «الأهرام» 

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.