د. أسامة الغزالي حرب
«باشوات»..هي – كما نعلم – جمع كلمة «باشا»، وهي اللقب المدني الأرفع.. الذي كان شائعاً في العصر الملكي، الذي أنهته ثورة يوليو 1952، التي ألغت الألقاب المدنية: أفندي، وبك، وباشا. غير أننا نعلم جميعاً أننا – نحن المصريين – اعتدنا أن نستمر في استخدام هذه الألفاظ في معاملاتنا اليومية.. على نحو غير منضبط، وقد يختلط فيه الجد بالهزل!
غير أنني اليوم – وقد «بلغت من الكبر عتياً» – حيث أقترب من استكمال العام الثامن والسبعين من عمري، إذا شاء الله – أعتقد أن هذا الإلغاء للرتب المدنية لم يكن خيراً كله! فهو ينطوي أولاً على تكريم مستحق لبعض الأشخاص.. من ذوي المكانة العامة المستحقة. فلا تزال هذه الألقاب موجودة في بريطانيا، ويحمل د. مجدي يعقوب لقب «فارس» – أي «سير».. الذي مُنح له من الملكة الراحلة.. اليزابيث الثانية عام 1991.
ما الذي يمنع من عودة.. منظمة ومدروسة لألقاب مدنية تُمنح على أساس موضوعي، صارم ومنضبط ومدروس، يُقترح من هيئة متخصصة رفيعة المستوى، ويوافق عليه البرلمان. على أن تُمنح لمن يقومون بأعمال جليلة، ذات قيمة عالية وعالمية، في ميادين الثقافة والصناعة والزراعة..؟ فيكون لدينا نجيب باشا ساويرس، وطلعت باشا مصطفى، ومحمد باشا أبوالعينين، ومنير فخري باشا عبدالنور، ومنير باشا غبور، وطارق باشا نور، وناصف باشا ساويرس وهشام طلعت مصطفى باشا وياسين منصور باشا وأحمد باشا أبوهشيمة… إلخ من أسماء شائعة لمليارديرات مصر.
إنني أعتقد جاداً أن مثل هذا العمل سوف يجعل مئات ومئات من الأثرياء، في العديد من الأنشطة الاقتصادية، غير المعروفين، أو الذين يحرصون على العمل بهدوء، سوف تغريهم تلك المكانة الاجتماعية المرموقة والمعترف بها، وسيظهرون للحياة العامة، ويسهمون فيها على نحو يختلف جذرياً عما هو قائم الآن، لأن المجتمع المصري أغنى – في يقيني- من الدولة المصرية !ذلك اقتراح متواضع من السيد أسامة أفندي الغزالي حرب!
نقلاً عن «الأهرام»