كشفت مصادر صحفية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألغى مناقشاته مع فريق التفاوض حول المرحلة الثانية من اتفاق غزة، في خطوة غير متوقعة قد تؤثر على سير المحادثات.
ووفقًا لما ذكره باراك رافيد، مراسل موقع أكسيوس الإخباري الأميركي عبر منصة إكس، فإن نتنياهو قرر عدم إرسال وفد التفاوض إلى قطر في الوقت الحالي، بناءً على ما نقله مسؤول إسرائيلي بارز.
قرار مفاجئ يعرقل المحادثات
كان من المقرر أن يعقد نتنياهو اجتماعًا، مساء السبت، مع قادة فريق التفاوض، بمن فيهم رئيس جهاز الاستخبارات الموساد دافيد بارنيا، ورئيس جهاز الأمن الداخلي الشاباك رونين بار، واللواء نيتسان ألون، إلى جانب عدد من المسؤولين الكبار، إلا أنه ألغى الاجتماع بشكل مفاجئ.
وكان الوفد الإسرائيلي يعتزم تقديم خطة لنتنياهو لبدء المحادثات حول المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تشمل قضايا غير سياسية قد تسهم في دفع المحادثات غير المباشرة مع حماس، لكن القرار الأخير وضع هذه الخطط على المحك.
ارتباط بالمحادثات الأمريكية
أوضح مسؤول إسرائيلي أن نتنياهو اتخذ هذا القرار دون التشاور مع فريق التفاوض، مشيرًا إلى أنه “يفضل تأجيل أي تحركات حتى اجتماعه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”، والذي سيعقد في واشنطن يوم الاثنين.
ويأتي هذا القرار بعد أن أبلغ نتنياهو فريق التفاوض، قبل أيام، بأن قيادة المحادثات في المرحلة الثانية ستنتقل إلى وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، باعتبار أن “المفاوضات في هذه المرحلة تحمل أبعادًا سياسية واستراتيجية، وتتعلق بمستقبل غزة بعد الهدنة”، ولذلك ستجري بشكل أساسي مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
تحذيرات من تداعيات القرار
أعرب رئيسا الموساد والشاباك عن قلقهما من تداعيات هذا التغيير المفاجئ، محذرين من أن “استبعاد فريق التفاوض قد يضر بالمفاوضات الجارية”، خصوصًا وأن هذه المحادثات تتم عبر وساطة قطر ومصر، وليس من خلال الولايات المتحدة.
وأضاف مسؤول إسرائيلي كبير: “ما حدث يبعث بإشارة مقلقة للغاية بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، ونأمل ألا يؤثر على تنفيذ المرحلة الأولى”.
لقاء مرتقب في واشنطن
بحسب مكتب نتنياهو، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيبدأ مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق بعد لقائه مع ويتكوف يوم الاثنين في واشنطن. ومن المتوقع أن يغادر إسرائيل، الأحد، متجهًا إلى الولايات المتحدة، حيث سيلتقي ترامب في البيت الأبيض لبحث ملف غزة والرهائن الإسرائيليين المحتجزين هناك.
وسيناقش ويتكوف، عقب لقائه بنتنياهو، ملف الهدنة مع مسؤولين من مصر وقطر، اللتين لعبتا دور الوساطة بين إسرائيل وحماس بدعم من واشنطن، لإنهاء الحرب التي استمرت 15 شهرًا.
اتفاق الهدنة.. إلى أين؟
توصلت إسرائيل وحماس الشهر الماضي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من ثلاث مراحل، أدى إلى تهدئة القتال في غزة. وضمن المرحلة الأولى، أطلقت حماس سراح 18 رهينة، مقابل إفراج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين.
ولا تزال المرحلة الثانية قيد التفاوض، مع بقاء أكثر من 70 رهينة محتجزين في غزة، وسط تساؤلات حول مستقبل الصفقة في ظل المستجدات الأخيرة.