Times of Egypt

مَن يلعب الجولف مع ترامب؟!

Mohamed Bosila
عبدالله عبدالسلام 

عبدالله عبدالسلام..
ينصح جون بولتون – مستشار الأمن القومي، زمن رئاسة ترامب الأولى – زعماء العالم.. بمغازلة الرئيس الأمريكي الجديد، قائلاً: «اتصِلوا به. حاوِلوا لقاءه. تحدثوا معه عن أي شيء. إذا فشلتم في ذلك، تعلموا كيفية لعب رياضة الجولف التي يعشقها».
المفارقة، أن بولتون يعتقد جازماً.. أن ترامب لا يصلح أن يكون رئيساً. لكن تلك – في نظره – الطريقة التي يمكن الوصول بها إلى قلبه. ليست هناك قواعد أو بروتوكولات محددة. إنها علاقات «بزنس»..تتداخل فيها العوامل الشخصية والمجاملات، والأولوية لمَن يقدم مُغريات أكبر.. للاتفاق معه على صفقة.
إلا أن ليزلي فينجاموري – مديرة برنامج الولايات المتحدة والأمريكتين في معهد«تشاتام هاوس» البريطاني للأبحاث– تقول: إن ما يقترحه بولتون، ليس رهاناً أكيداً لكسب ود ترامب. جاستن ترودو – رئيس وزراء كندا – توجه إلى منتجع مارالاجو في فلوريدا.. نهاية نوفمبر الماضي، وناشد ترامب التخلي عن تهديداته بضم كندا، وفرض رسوم جمركية عليها، لكنه فشل. فما كان من حزبه إلا أن اتهمه بالخضوع، وضغط عليه حتى استقال من منصبه. في المقابل، قد يأتي الرد الصارم على تهديدات ترامب.. بنتائج عكسية حتى للحلفاء، وفي مقدمتها تجميد المساعدات الدفاعية والأمنية الأمريكية عنهم. حتى الآن، لم يدرك العالم بعد.. ماذا يريد ترامب بالضبط، وكيف يمكن التعامل معه!
طبقاً لتصريحاته، فإنه عازم على تغيير النظام الدولي الراهن بشكل.. جذري. حديثه عن الاستحواذ على جزيرة جرينلاند الدنماركية، وقناة بنما، وضم كندا، وعدم استبعاده استخدام القوة، يجعل مبدأ سيادة الدول على أراضيها.. حبراً على ورق. ترامب برر لنفسه انتهاك سيادة الدول، فما الذي يمنع الآخرين من أخذ القانون بأيديهم، ليتحول العالم إلى غابة.. البقاء فيها للأقوى؟. هذا ما تقوم به إسرائيل بالفعل.. من انتهاك لسيادة لبنان وسوريا والضفة الغربية، والعدوان الوحشي على غزة. كل ذلك بتشجيع – أو صمت – من واشنطن. ثم ماذا لو قررت الصين ضم تايوان بالقوة؟ هل يعترض الرئيس الأمريكي، أم يسعى لصفقة معها.. تضمن مبادلة سيادة تايوان بمزايا تجارية أمريكية؟ وهل تتنازل روسيا عن سيادتها لبوتين.. باتفاق روسي أمريكي!؟
التحدي الذي يواجه زعماء العالم.. هو كيفية فك «شفرة» ترامب! هل يريد استعادة مكانة أمريكا.. باستخدام وسائل غير تقليدية، للوصول – بشكل أفضل – إلى الأسواق العالمية؟
في هذه الحالة.. فإن الزيارات، وخطب وده، والتنازلات المقبولة، وتقديم الهدايا – كما تقول فينجاموري – قد تكون رداً معقولاً. لكن ماذا لو كانت المخططات «الترامبية» – مثل الضم والاستيلاء، وإجبار الدول على التخلي عن سيادتها.. جزءاً من استراتيجية كبرى لنظام دولي جديد، فماذا يكون الرد.. المواجهة الصارمة أم الخضوع؟
يطرح ترامب أفكاراً خطيرة، وربما مجنونة. الرسوم الجمركية.. يمكن أن تشل اقتصاديات الدول. ضم الأراضي بالقوة، وانتهاك السيادة.. لا ينفع معهما الغزل والتودد والمجاملات.
إذا لم يكن لدى العالم.. إرادة وخطة، فإن القادم أسوأ بكثير. ترامب نهِم دائماً للمكاسب، ولا يشبع أبداً.
نقلاً عن «المصري اليوم»

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.