عبدالقادر شهيب
كما هدَّد ترامب أهل غزة بالجحيم، فها هو يهدد أيضاً الحوثيين في اليمن.. بالجحيم الذي لا مثيل له! بل
إنه بدأ أمس ينفذ هذا الجحيم فعلاً.. بعدد من الضربات التي تستهدف القدرات العسكرية للحوثيين، في
بعض المدن اليمنية؛ ومن بينها العاصمة صنعاء!
يرى ترامب.. أنه – من موقع رئيس أمريكا – يجب أن يأمر، وعلى الجميع الطاعة وتنفيذ أوامره؛ فبعد
فوزه الساحق في الانتخابات – الذي يذكِّر الأمريكيين به ليل نهار – يرى أنه صار ملكاً لأمريكا. ولأن
الولايات المتحدة صارت بفوزه هذا.. عظيمة؛ فهو بدوره صار ملكاً للعالم كله. وإدارته للعلاقة مع الدول
الأخرى تبين هذا بجلاء.. فهو يريد ضم دول لأمريكا، والاستيلاء على قنوات وأراضي ومناجم.. دول
أخرى، كما تحدث عن قناة بنما وقطاع غزة ومناجم أوكرانيا!
حتى العلاقة مع الدول.. الحليفة لأمريكا، يريدها علاقة خضوع من جانب الآخرين، وسيطرة من جانبه..
كما يفعل مع أوروبا. ومن لا ينفذ تعليماته وأوامره، يهدده بالجحيم. وتلك هي مشكلة العالم الآن، مع من
يعتبر نفسه ملكاً للعالم. وهي مشكلة كبيرة ومقلقة، تهدد استقرار العالم، وتهدد اقتصاده.. لأنها تُشيع – في
أرجائه – عدم اليقين الاقتصادي؛ كما ترى مؤسسات اقتصادية عالمية، بعد ما ألمَّ بالعالم خلال جائحة
كورونا.
لكن ملك العالم – كما يأمر ويهدد بالجحيم – فإنه يتراجع.. عندما يواجه إرادات صلبة، لا يقبل أصحابها
الرضوخ، وتنفيذ تعليماته. حدث ذلك مع المكسيك وكندا، ومعنا – نحن المصريين – عندما رفضنا بحزم..
مشروعه لطرد أهل غزة من القطاع، ليقيم عليها «ريفيرا» الشرق! بعد الاستيلاء عليها.
أي أننا أمام ملكٍ للعالم، يواجه تمرداً عليه.. لأنه لا يأبه بالقانون الدولي، والأعراف الدولية، ويتصور أنه
لا رادّ لمشيئته، بينما ترى دول العالم.. أنها دول مستقلة، ولها مصالح يجب حمايتها، وتحقيقها.. وإن
كانت تفتح الباب للتعاون مع غيرها من الدول.
نقلاً عن «فيتو»