تتسارع وتيرة المحادثات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، في وقت حساس يحاول فيه الوسطاء تجنب المزيد من التصعيد.
أفادت مصادر إسرائيلية عن تقدم جزئي في المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن هناك تقدمًا ملحوظًا في صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، حيث تم سد 90% من الفجوات المتعلقة بهذا الملف. ورغم هذا التقدم، أظهرت تقارير أخرى أن هناك خلافات حول الانتقال من المرحلة الأولى من الصفقة إلى المرحلة الثانية، بما في ذلك النقاشات بشأن الصياغة القانونية التي يصر كل طرف على خصوصيتها.
الجهود الدولية تتزايد لإيجاد صيغة اتفاقية ترضي جميع الأطراف، ويبدو أن المفاوضات تتسارع مع اقتراب فترة تولي الرئيس الأمريكي المقبل، جو بايدن، منصبه في 20 يناير الجاري. مصادر إسرائيلية ذكرت أن قطر نقلت رسالة إيجابية من حركة حماس إلى إسرائيل حول تقدم المحادثات، وهو ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعقد اجتماعات مع وزير الدفاع وفريق المفاوضات الإسرائيلي.
في سياق متصل، كشفت قناة “13” الإسرائيلية أن الرئيس الأمريكي ترامب يدفع بقوة نحو التوصل إلى اتفاق قبل انتهاء فترة ولايته، وهو ما جعله يتدخل شخصيًا في القضية من خلال مبعوثه للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف. كما أضافت التقارير أن نتنياهو سيجتمع مع المبعوث الأمريكي لمناقشة تطورات الوضع.
في هذا التوقيت، أرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي وفدًا رسميًا إلى الدوحة، حيث سيتوجه رئيسا الموساد والشاباك إلى هناك للمشاركة في المفاوضات. وفقًا لتقرير موقع “أكسيوس”، من المتوقع أن يتخذ هذا الوفد خطوات إضافية لتحقيق تقدم ملموس في الصفقة.
أما على صعيد النقاط الخلافية، فقد تعثرت المفاوضات عدة مرات بسبب قضايا متعلقة بالسيطرة على المعابر الحدودية ومواقف إسرائيل من عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى قطاع غزة. على الجانب الآخر، تصر حركة حماس على ضرورة انسحاب كامل من قطاع غزة كشرط أساسي لإتمام أي اتفاق.
من ناحية أخرى، أعلنت حركة حماس أن العشرات من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي قتلوا جراء الغارات العشوائية التي شنها الاحتلال. وتستمر معاناة غزة وسط دمار شامل أدى إلى مقتل أكثر من 155 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء.
التوترات مستمرة، والمفاوضات بين حماس وإسرائيل على مفترق طرق حساس قد يعيد رسم خريطة الصراع في المنطقة.
