Times of Egypt

مسلسلات رمضان «2» 

Mohamed Bosila
د. أسامة الغزالي حرب  

د. أسامة الغزالي حرب 

أعود اليوم، عزيزي القارئ، إلى الحديث عن مسلسلات رمضان. ولا شك أن من حقك أن تتساءل: وهل يستحق هذا الموضوع ذلك الاهتمام؟ وأجيبك على الفور: نعم.. لأسباب عديدة. أولها، أن تلك «المسلسلات» تشغل الغالبية الساحقة من المصريين، في فترة ما بعد الإفطار في شهر رمضان، في المدن والأرياف.. من كل الطبقات الاجتماعية، أقباطاً ومسلمين، على السواء. ثانيها، أن مئات الآلاف من المصريين، بل ومن الفنانين العرب، ومن كل الطبقات والفئات الاجتماعية، وأيضاً مسلمين وأقباطاً على السواء يشاركون في صنعها (تأليفاً وإخراجاً وتمثيلاً… إلخ من عناصر الصناعة الفنية )! ولايهم المشاهد – مثلاً – أن أنوشكا ونيكول سابا مسيحيتان. أو أن محمود حميدة مسلم؟ تلك حقائق لا تنطوي على أي جديد؛ فالثقافة والفنون والآداب هي المنتج المصري الأساسي.. قبل أي إنتاج زراعي أو صناعي! شارك فيها – منذ عقود طويلة ـ مسلمون ومسيحيون.. بل ويهود. 

ولقد حاولت إحصاء عدد مسلسلات رمضان الحالي.. فوجدتها نحو 25 مسلسلاً، تستحوذ – في مساء رمضان – على انتباه المصريين. وفي مقدمة ما لفت نظري هذا العام، أن الغالبية العظمى من تلك المسلسلات.. تدور حول حياة الطبقة الوسطى الحضرية، بنكهات و«إفيهات» شائعة.. وتجعل بالتالي ملايين المشاهدين – من الفئات أو الطبقات الدنيا – مجرد مشاهدين لما يحدث داخل بيوت.. لا يدخلونها إلا من باب التليفزيون؛ (تماماً مثلما فتحت السينما المصرية في عهودها الأولى أبواب قصور الباشوات ليتفرج عليها الفلاحون!) 

هذا الوضع في الحقيقة يقلقني، وأتمنى أن نجد نهضة نقدية.. تقيِّم ذلك الوضع! حقاً إن هناك مسلسلاً أو أكثر يخرج عن هذا السياق، ولكنني أتحدث عن الغالبية الساحقة من مسلسلات.. أبطالها سيدات ورجال في منتهى الأناقة والشياكة، يتناولون طعامهم بالشوك والسكاكين.. على موائد أنيقة. إنهم في الحقيقة لا يمثلون لنا – نحن جمهور المشاهدين – ولكنهم يمثلون علينا! 

نقلاً عن «الأهرام» 

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *