قدم ثلاثة سياسيين أفارقة يسعون لرئاسة الاتحاد الأفريقي تفاصيل خططهم يوم الجمعة فيما يتصل بالأمن الإقليمي وسط الصراعات والانقلابات السياسية في حين دعوا بقوة إلى التجارة بين بلدان أفريقيا من بين قضايا أخرى.
ويسعى الكيني رايلا أودينجا، والجيبوتي محمود علي يوسف، والمدغشقري ريتشارد راندرياماندراتو، إلى انتخابهم لرئاسة الاتحاد الأفريقي الذي يضم 55 دولة.
وشارك المرشحون الثلاثة، في مناظرة استمرت ساعتين يوم الجمعة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث دعوا جميعًا إلى تخصيص مقعدين دائمين للدول الأفريقية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتمثيل القارة ذات السكان الأصغر سنًا بشكل فعال.
وقال أودينغا إن وجود مقعدين دائمين مع حق النقض “أمر ضروري لأفريقيا” وأن هذا “عادل” لأن القارة تضم أكثر من 50 دولة.
وحث راندرياماندراتو الدول الأعضاء على اغتنام الفرصة “والتحدث بصوت واحد بشأن اختيار من سيمثل أفريقيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
ويسعى الثلاثة إلى إقناع معظم الدول الأفريقية قبل الانتخابات المقررة في فبراير/شباط المقبل لخلافة رئيس الاتحاد الأفريقي موسى فكي الذي خدم لفترتين.
وواجه الاتحاد الأفريقي العديد من التحديات التي تشمل الصراعات في الدول الأعضاء والانقلابات السياسية التي شهدت طرد خمس دول أعضاء من الاتحاد، مما يجعل الأمن الإقليمي موضوعا رئيسيا في مناقشة يوم الجمعة.
وقال يوسف إن الأمن الإقليمي يمكن تعزيزه إذا تمت زيادة الموارد اللازمة لقوة احتياطية إقليمية لتقليل الاعتماد المفرط على الشراكات الأجنبية للحصول على الموارد، مضيفًا: “عندما لا تكون هناك وحدة في الهدف بين الدول المجاورة فإن السلام سيكون معرضا للخطر”.
وحث راندرياماندراتو البلدان على تولي مسؤولية أمنها الداخلي، محذرا في الوقت نفسه من أن القواعد العسكرية الأجنبية يجب أن تصبح “شيئا من الماضي” لأنها “يمكن أن تكون مصدرا للصراع”.
وعلى الرغم من أن عدد سكان القارة يبلغ 1.3 مليار نسمة، ومن المقرر أن يتضاعف بحلول عام 2050، فإن التجارة الإقليمية واجهت تحديات تم تناولها في المناقشة يوم الجمعة.
وقال أودينغا إن أفريقيا لديها “سوق محلية ضخمة” يمكنها الاستفادة منها لتحقيق التحول الاقتصادي من خلال فتح الفرص للتجارة بين الدول الأفريقية.
واقترح يوسف نظام تعويضات الدفع الذي من شأنه أن يضمن عدم خسارة البلدان أثناء التجارة بعملات مختلفة، مضيفًا: “هل سيكون لدينا عملة واحدة، لماذا لا؟”
وقال راندرياماندراتو إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية مثل السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا لها دور كبير في تسهيل التجارة بين بلدان أفريقيا.
وقد اقترح الاتحاد الأفريقي عدة إصلاحات على هيكله وقيادته بهدف تحقيق غرضه، ووعد جميع المرشحين بتنفيذ الإصلاحات إذا ما تم انتخابهم.
وقال يوسف إن الإصلاحات الرئيسية في الاتحاد تواجه عقبة تمويلية و”يجب أن تتغير”، مضيفًا أنه لن يفرضها على الدول الأعضاء ولكنه “سيدافع عنها”.