Times of Egypt

«ماسك» وصفحة جديدة 

Mohamed Bosila
أمينة خيري  

أمينة خيري 

المرحلة الحالية من العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والملياردير الأشهر إيلون ماسك.. مختلفة وملتبسة ومعقدة. لم يختلف الرجلان على تفصيلة سياسية بعينها، أو قرار اقتصادي معين. ما حدث.. هو أن العلاقة الشهيرة دخلت مرحلة جديدة كانت متوقعة. 

يُعتقد البعض أن التقارب بينهما.. بدأ مع فوز الرئيس ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، وقراره تعيين رجل الأعمال – الضالع في بيزنس الفضاء، والإنترنت والمنصات الرقمية، وبناء الأنفاق أسفل المدن.. لتيسير التنقل والسيارات الكهربائية عالية التقنية؛ من «تيسلا» و«سايبرتراك» وغيرهما – لقيادة قطاع مستحدث؛ أطلق عليه اسم «الكفاءة الحكومية». كلمة «كفاءة» لم تكن تعني.. إلا خفض الهدر في المؤسسات والهيئات الحكومية، وخفض الهدر.. لا يعني عادة سوى تقليص الإنفاق، وتسريح الموظفين، وهو ما لا يلقى عادة تأييداً من الناس، لا سيما من يقع عليهم الضرر. 

أسابيع من التقارب والمحبة، والظهور الإعلامي.. جذبت أنظار الكوكب، وشملت شراء الرئيس ترامب سيارة «تيسلا».. بغرض دعم ماسك أمام الكاميرات؛ لا سيما أن الشركة تشهد تدهوراً كبيراً في المبيعات، وخسائر فادحة في أسهم البورصة. 

وقتها.. كانت العلاقة في أزهى عصورها. وتكررت إشارات الرئيس ترامب لماسك؛ باعتباره الرجل الذي يمهد الطريق أمام إدارته.. لتفكيك البيروقراطية، وتقليص الإجراءات التنظيمية المبالغ فيها، التي تكلف الوقت والمال، وخفض هدر الإنفاق، وإعادة هيكلة الوكالات الفيدرالية. وجميعها خطوات.. يعتبرها ترامب ضرورية وحتمية، من أجل تفعيل فكرة أو حركة «إنقاذ أمريكا»، و«جعلها عظيمة مجددًا».  

العالمون ببواطن الأمور، والمتابعون للشأن الأمريكي بتعمق، كانوا على يقين.. بأن هذا التقارب لم يكن إلا مرحلة في علاقة الرجلين؛ العاصفة، والمتأرجحة بين طرفي نقيض: تشابه المصالح، أو – على الأقل – التقاؤها.. من جهة، وبين تضارب الأفكار وتناقض الأولويات وتناحر المصالح.. من جهة أخرى. المتابع للانتخابات الرئاسية الأمريكية، يعرف أن «ماسك» دعم الديمقراطيين 3 مرات؛ الأولى بدعم باراك أوباما، والثانية بالتصويت لهيلاري كلينتون في 2016، والثالثة بانتخاب جو بايدن في 2020. انتقاله من الجبهة الديمقراطية إلى الجمهورية.. في الانتخابات الأمريكية الأخيرة أدهش الكثيرين، لا سيما أن الأسباب والدوافع لم تكن واضحة. كما أن تحوُّله لم يكن هادئاً أو متمهلاً، بل عاصفاً ومندفعاً؛ لدرجة أنه أصبح – بين ليلة وضحاها – أحد أقوى داعمي الرئيس ترامب. 

… حتى القضايا التي وقف فيها الرجلان على طرف نقيض من قبل؛ مثل تغير المناخ الذي لا يؤمن به ترامب، ودعم فكرة السيارات الكهربائية، وإطلاق الصواريخ الاستكشافية صوب الفضاء – التي طالما سخر منها ترامب – وغيرها، أصبحت فجأة.. وكأنها لم تكن.  

إلى هنا، والأمر «طبيعي».. بمقاييس السياسة التي لا كبير لها، والاقتصاد الذي لا يعرف العواطف. أما القنبلة الأخيرة، التي يخشى أن تنفجر في توقيت لم يكن محسوباً، فهو ما كتبه ماسك على «إكس».. من أن اسم ترامب ورد في وثائق تتعلق بالملياردير جيفري إبستاين، المدان في جرائم جنسية.. وللحديث. 

نقلاً عن «المصري اليوم» 

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *