يقول مثل شعبي مصري شائع: آدي الجمل.. وآدي الجمال..! وفي تفسيره، يقال إنه قد يحدث أن يقول أحد الأشخاص عن نفسه الكثير، وينسب لنفسه ما لا يستطيع غيره أن يقوم به، فيرد عليه الآخرون بهذا المثل، باعتبار أن التجربة هي التي تؤكد كلامك ومدى صدقك. يُضرب للتحدي، أي هذا هو الجمل وهذا الجمال، وعليك أن تحقق بها صدق ما تدعي. وفي معناه «الميه تكدب الغطاس».!
أقول هذا الكلام تعليقاً على أمرين وقعا متقاربين: أولهما، إعلان انتخاب دونالد ترامب في الأسبوع الماضي رئيساً قادماً للولايات المتحدة الأمريكية، وثانيهما، عقد مؤتمر القمة العربية الإسلامية يوم الاثنين الأول من أمس (11/11) بالرياض، وما ارتبط بهما من نيات وإعلانات، ليس فقط عن إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة.. وإنما عن إيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية..!
حقاً، إن الهوة شاسعة تماماً بين ما أعلنه ترامب من أفكار ونيات.. بشأن حل نهائي وشامل للقضية الفلسطينية، تكاد تتطابق في جوهرها مع الموقف الإسرائيلي. وبين ما أعلنته القمة العربية الإسلامية، التي أعادت تأكيد الموقف القوي الداعم للحقوق الفلسطينية، وتحدثت عن إنهاء الاحتلال، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس المحتلة على أساس حل الدولتين، ووفق المرجعيات المعتمدة، ومبادرة السلام العربية للعام 2002… إلخ.
إلا أن مجرد إعلان ترامب نية جادة لحلحلة القضية، والتفاوض حول حلها.. يُعد في تقديري أمراً مهماً إذا تم بالفعل… وأساساً لتفاوض أياً كانت صعوبته وعراقيله. حقاً، إنَّ أفكار ترامب تتقارب تقريباً مع الموقف الإسرائيلي، ومع ذلك فإن استعداده – الذي أعلنه بثقة مفرطة لإنهاء الصراع، ضمن القضايا العديدة التي أعلن نيته للتصدي لها – تدعونا لأن نقول له: هذا موقفنا، فهات ما عندك يا ترامب!
نقلاً عن «الأهرام«