د. أسامة الغزالي حرب
أؤكد لكل من يقرأ هذه الكلمات، أنني أعبر بكل صدق، عما أشعر به، إزاء واقعة جذبت انتباه جانب كبير من الرأي العام في مصر، فعلاوة على تغطيتها الإعلامية الواسعة.. بالرغم مما يبدو من ضآلتها أو تفاهتها الظاهرية!
إنها واقعة شجار وقع بين طفلتين.. في إحدى المدارس الخاصة، بمنطقة «التجمع الخامس» في القاهرة الجديدة أول هذا الأسبوع، ولكن يعلمنا التاريخ، بأن كثيراً من التحولات الكبيرة التي وقعت فيه، سبقتها وقائع بسيطة أو رمزية للغاية! ألا نتذكر مثلاً أن مشاجرة بين أحد رعايا «مالطة» فى الإسكندرية، وصاحب حمار مصري… كانت شرارة لمشاجرات دموية بين المصريين والأجانب، وكانت مبرراً ومقدمة للاحتلال الإنجليزي لمصر..؟
إن مشاجرة مدرسة منطقة التجمع الخامس (الراقية!!) تحمل، أيها السادة، دوافع حقيقية.. لقلق وتحذير وإنذار للمجتمع المصري وللدولة المصرية معاً. إن اعتداء ثلاث «طفلات» على زميلة لهن.. إلى درجة كسر أنفها، وتلفظهن بألفاظ خارجة وشائنة، بما يشير إليه من ضعف وهزال التربية الأسرية.. أمر يثير القلق والتحذير والإنذار! وإن لامبالاة زملائهم «الصبيان»، ومسارعتهم فقط.. إلى التسابق في «تصوير» الواقعة.. بأجهزة الموبايل التي يحملونها معهم؛ بلا أي مشاعر بالمسؤولية أو «الرجولة».. أمر يثير القلق والتحذير والإنذار!
بل إن وجود أجهزة الموبايل مع الطلاب في المدارس – أصلاً – يجب أن يكون محلاً للمراجعة.
وأخيراً فإن حدوث مثل تلك الواقعة، يقطع بانعدام الحد الأدنى من «الضبط والربط».. مما يثير القلق والتحذير والإنذار، حول حالة التعليم المصري، عموماً، ثم في المدارس الأميرية العامة أيضاً؟!
تستحق أن أصرخ معها.. منادياً ومكرراً.. المطالبة بوضعه على رأس أولويات الدولة والمجتمع.. بلا أدنى تأخير!
نقلاً عن «الأهرام«