لدى الرئيس الأمريكي جو بايدن سبعون يوماً قبل مغادرة البيت الأبيض، وهي مدة اعتبرت كافية لإنجاز الكثير من المهام ـ إذا عزم على تحقيق ذلك وطبقاً للسلطات التي يمنحها له منصبه.
فبعد تحررها من قيود الحملة الرئاسية، يمكن لإدارة بايدن أن تستخدم الشهرين المقبلين لإعادة معايرة السياسة الأمريكية في الخارج، وتنظيف العديد من الفوضى، وربما إعادة تأهيل سمعة فريقه وبلدنا.
وفيما يلي قائمة بالإجراءات التنفيذية التي ينبغي لإدارة بايدن اتخاذها لترك الولايات المتحدة والعالم وإرثها في مكان أفضل.
ويقول موقع ريسبونسبل ستيت كرافت، إن الأمر الأكثر إلحاحاً هو المطالبة بوقف إطلاق النار وانسحاب قوات الدفاع الإسرائيلية من جنوب لبنان وغزة والمناطق الخاضعة لإدارة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، ووقف جميع عمليات القصف الجوي من أجل تأمين إطلاق سراح الرهائن وحماية أرواح المواطنين الأمريكيين وغيرهم في المنطقة، واستخدام وقف إطلاق النار هذا لاختبار ما إذا كان الحوثيون وحزب الله وحماس سيوقفون هجماتهم على إسرائيل.
وأكد أنه إذا رفضت إسرائيل، فيجب الإعلان عن وقف فوري لشحنات الأسلحة الأمريكية وتدفقات المساعدات غير تلك المخصصة لدرع القبة الحديدية.
تأتي هذه الخطوة في أعقاب الرسالة التي وجهها وزير الدفاع أوستن ووزير الخارجية بلينكن في الثالث عشر من أكتوبر إلى نظرائهما الإسرائيليين، والتي حذرا فيها من أن عدم امتثال إسرائيل لالتزاماتها بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة إلى غزة في غضون ثلاثين يوماً سوف يؤدي إلى “عواقب” وفقاً للقانون الأميركي. وقد انتهت مهلة الثلاثين يوماً حتى اليوم، ولم يتم استيفاء أي من الشروط.
كما يجب التأكيد بشكل واضح على معارضة الولايات المتحدة لاستمرار توسيع المستوطنات في الضفة الغربية وبناء مستوطنات جديدة في غزة، والإعلان عن زيادة العقوبات الأمريكية على الأفراد والكيانات المتواطئة في عنف المستوطنين أو التهديدات ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
ولتهدئة دوامة العنف في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، يتعين على الطرفين التوصل إلى اتفاق مؤقت مع الحكومة الإيرانية الجديدة بشأن برنامجها النووي.
وعلى أقل تقدير، يتعين على الطرفين إحياء التفاهم غير الرسمي الذي تم التوصل إليه خلال صيف عام 2023. ومن المأمول أن يعمل هذا على وقف المزيد من الأعمال الانتقامية من جانب إيران ضد إسرائيل، وأن يوفر فرصة لمزيد من الدبلوماسية من جانب إدارة ترامب.
سحب القوات الأمريكية من العراق:
لا تحتاج الولايات المتحدة إلى الاحتفاظ بآلاف الجنود الأمريكيين في العراق لمنع عودة داعش، وقد تم الإعلان عن خطة للانسحاب التدريجي حتى عام 2026، ما يعني ضرورة الالتزام بتنفيذ هذه الخطة، واتخذ الخطوة التالية في نقل المسؤولية الكاملة عن أمنها الوطني إلى الحكومة العراقية.
ولا ينبغي لأمريكا زيادة دعمها للحرب في أوكرانيا، مع ضرورة الامتناع عن اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يقوض احتمالات التوصل إلى تسوية تفاوضية، بحسب الموقع الأمريكي، الذي أشار إلى أن الوقت ليس في صالح أوكرانيا في الحرب؛ فالقوات الروسية تتقدم، وسوف يكون هذا الشتاء جحيماً ما لم يتم وضع حد للقتال وإصلاح شبكة الكهرباء في أوكرانيا.
كما تعمل الحرب على زعزعة استقرار السياسة في أوروبا وخارجها، مما يعني أنه على فريق بايدن التشاور مع الإدارة القادمة بشأن المساعدات التي تحتاجها أوكرانيا، على أن يقترن ذلك بالتواصل مع روسيا لتحفيزها على الاستجابة الإيجابية لإحضار الطرفين إلى طاولة المفاوضات.
إنهاء العقوبات على فنزويلا:
يهاجر مئات الآلاف من الناس من كوبا وفنزويلا، حيث ساعدت العقوبات الأمريكية في جعل الحياة لا تطاق بالنسبة لأجزاء كبيرة من السكان.
وبدلاً من تحقيق النتائج السياسية المرجوة، أضرت العقوبات غير المنتجة بالناس وأجبرت الكثيرين على اتخاذ القرار الصعب بمغادرة وطنهم إلى الولايات المتحدة.
تطبيع العلاقات مع كوبا:
شطب كوبا من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب؛ وتمكين السفر بشكل أكثر طبيعية من خلال السماح بالرحلات البحرية واستخدام الفنادق والرحلات المستقلة بين الأشخاص والعروض؛ أمر ضروري على إدارة بايدن اتخاذه، بحسب ريسبونسبل ستيت كرافت، الذي أكد أهمية تعليق المادة الثالثة من قانون هيلمز-بيرتون، كما فعل الرئيس أوباما، لمنع الدعاوى القضائية المزعجة التي تتدخل في الاستثمار والأعمال التجارية الأميركية في كوبا.
وفي الأيام الأخيرة من ولايته، فرض ترامب عقوبات شاملة على كوبا؛ وبوسع بايدن التراجع عنها ــ فالأمر أفضل متأخرا من ألا يحدث أبدا. وهذا أمر ملح بشكل خاص في ضوء القلق العام إزاء الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة.
وبحسب ريسبونسبل ستيت كرافت، فإن اتخاذ خطوات إضافية لإغلاق معتقل غوانتانامو من خلال إبطال قرار وزير الدفاع أوستن بمواصلة الإجراءات القضائية لرفض اتفاقية الإقرار بالذنب التي أبرمها مع مدبري هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
تطبيع العلاقات مع أفغانستان
وأكد أن اتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات مع أفغانستان، كان خطوة شجاعة وصحيحة، مما يعني أنه على الرئيس بايدن أن يقود الطريق نحو استعادة العلاقات الدبلوماسية من خلال تمكين وحدة شؤون أفغانستان في الدوحة من التعامل بشكل استباقي مع كبار الشخصيات في طالبان وإرساء سابقة إيجابية بإرسال دبلوماسي أمريكي للقاء طالبان في كابول.
كما ينبغي إعادة تفعيل برنامج فولبرايت للأفغان، وتسريع معالجة حاملي تأشيرات الهجرة الخاصة المتبقين الموجودين خارج الولايات المتحدة.
التبادل التعليمي والثقافي مع الصين
وبحسب الموقع الأمريكي، فإن الولايات المتحدة بحاجة إلى معرفة المزيد، وليس أقل، عن الصين، مما يعني أنه على الرئيس بايدن إعادة تفعيل هذه البرامج المهمة التي قتلها ترامب بضربة قلم.
وأكد الموقع الأمريكي، أن بايدن لديه فرصة استثنائية في هذه الفترة للتصرف وفقًا لضميره، بعيدًا عن القيود السياسية الداخلية، ولصالح أمريكا وسمعتها في الخارج، وإرثه التاريخي، وأولئك الذين عانوا من السياسات الأمريكية المدمرة، آمل أن يتصرف بسرعة لشطبهم من قائمة أمنياته.