غداة الفيتو الأمريكي الذي عطل إصدار قرار يدعو لوقف النار في غزة، وفي ظل مباحثات السلام التي يجريها المبعوث الأمريكي، استمرت إسرائيل في شن غارات على القطاع المحاصر وعلى لبنان.
وأعلن الدفاع المدني الفلسطيني الخميس مقتل 22 شخصا جراء غارة إسرائيلية ليلية على أحد أحياء مدينة غزة (شمال).
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل: “نؤكد نقل 22 شهيدا باستهداف منزل العروقي بالشيخ رضوان” في مدينة غزة.
وأسفرت غارة أخرى قرابة منتصف الليل (22,00 ت غ) في منطقة بين بيت لاهيا وجباليا عن مقتل العشرات، وفقا لمصادر طبية.
أسفرت حملة الجيش الإسرائيلي في غزة حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 43985 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
ورغم ارتفاع عدد الضحايا والوضع الكارثي في القطاع الفلسطيني والدعوات للتهدئة، عطلت الولايات المتحدة الأربعاء باستعمال حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، إصدار قرار يدعو إلى وقف إطلاق نار “فوري وغير مشروط ودائم” في غزة.
وبعد مباحثات في بيروت بهدف التوصل إلى هدنة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، وصل المبعوث الخاص للرئيس الأميركي آموس هوكستين إلى إسرائيل حيث من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس الساعة 12,30 ظهرا (10,30 بتوقيت غرينتش).
في لبنان، دخلت إسرائيل وحزب الله في حرب مفتوحة في 23 سبتمبر بعد تبادل لإطلاق النار عبر الحدود استمر سنة تقريبا، ويقوم الجيش الإسرائيلي بعمليات توغل في جنوب البلاد منذ 30 من الشهر نفسه.
وتقول إسرائيل إنها تريد إبعاد حزب الله عن المناطق الحدودية في جنوب لبنان للسماح بعودة نحو 60 ألفا من سكان شمال البلاد النازحين. وفي لبنان، نزح عشرات الآلاف من السكان أيضا.
وكانت السفيرة الأمريكية في بيروت ليزا جونسون قدمت الخميس الماضي إلى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري خطة من 13 نقطة تنص على هدنة لمدة 60 يوما ونشر الجيش في جنوب لبنان.
في هذا السياق، توجه المبعوث آموس هوكستين إلى بيروت الثلاثاء حيث أعلن أن الحل “في متناول اليد” لكن الأمر متروك للأطراف المتحاربة “لتقرر”.
وحذّر الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الأربعاء في خطاب مسجل “لا يمكن أن تهزمنا اسرائيل وتفرض شروطها علينا”، مضيفا أن الحزب يفاوض من أجل “وقف العدوان بشكل كامل وشامل” في لبنان.
وكان نتانياهو قد شدد الاثنين أن إسرائيل “ستنفذ عمليات عسكرية” ضد حزب الله حتى في حال التوصل إلى هدنة.
حرب تدميرية
في الأثناء، تواصل القصف الإسرائيلي في لبنان خصوصا على معاقل حزب الله.
وتجدّدت الغارات الخميس على ضاحية بيروت الجنوبية، بعد إنذار إسرائيلي للسكان بالإخلاء.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأن “الطيران الحربي المعادي شنّ غارة” على منطقة حارة حريك التي استُهدفت فجر الخميس بثلاث غارات اسرائيلية “تسببت بتدمير عدد من المباني”، وفق الوكالة.
كذلك، استهدفت ضربات أخرى عدة قطاعات في جنوب لبنان ليلا، أبرزها بلدة الخيام المهمة على بعد ستة كيلومترات تقريبا من الحدود، حيث اندلعت اشتباكات بين حزب الله والقوات الإسرائيلية في اليوم السابق، بحسب المصدر نفسه.
وصباح الخميس، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي إنذارات إخلاء للسكان في ثلاث مناطق قرب مدينة صور الجنوبية.
في المقابل، أعلنت أجهزة الطوارئ الاسرائيلية مقتل شخص بشظايا صاروخ أُطلق من لبنان في شمال البلاد.
من جهته، قال قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون عشية الذكرى الواحدة والثمانين للاستقلال “وطننا يعاني حربا تدميرية وهمجية يشنّها العدو الإسرائيلي”.
وأضاف عون “تتكثّف الاتصالات للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار”.