مع اقتراب فصل الشتاء بمآسيه من قطاع غزة، تتزايد التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية تلوح في الأفق، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي وتشديد الحصار. في ظل هذا الوضع المأساوي، طالبت كل من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، الحكومة الإسرائيلية بالسماح العاجل بدخول المساعدات الإنسانية التي يحتاجها السكان بشكل ملح.
دعوات أممية وأوروبية لإنقاذ غزة
أكدت وزارة الخارجية الألمانية عبر منصة (إكس)، يوم الاثنين، على ضرورة الإسراع بتنفيذ خطة الأمم المتحدة لفصل الشتاء، مشيرة إلى أن “الشتاء قادم إلى غزة حاملاً معه المطر والبرد، مما يفاقم معاناة السكان المحاصرين”.
في السياق ذاته، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن حكومات ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وجهت رسالة مشتركة إلى الحكومة الإسرائيلية لحثها على اتخاذ خطوات عملية للتخفيف من معاناة السكان في قطاع غزة. وأضاف عبر (إكس): “على إسرائيل تنفيذ خطة مواجهة الشتاء فورًا، عبر إدخال المعدات اللازمة للتصدي للبرد والسيول، السماح بإدخال الوقود، إصلاح البنية التحتية، وتمكين دخول المساعدات”.
أزمة النازحين والشتاء القارص
في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، تواجه غزة كارثة إنسانية متجددة مع اقتراب فصل الشتاء. يعيش مئات الآلاف من النازحين في خيام متهالكة تفتقر لأدنى مقومات الحماية، مما يجعلهم عرضة للبرد القارس والسيول التي تهدد حياتهم، خاصة الأطفال والمسنين.
وتزامنًا مع هذه الظروف، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، تعليق إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم نتيجة “مخاوف أمنية”، مما يزيد الوضع تعقيدًا.
أزمة متفاقمة ومطالبات بفتح المعابر
من جهته، شدد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، خلال مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة، على ضرورة فتح جميع المعابر الإنسانية فورًا لإيصال المساعدات اللازمة. وقال: “الوضع لم يعد مقبولًا، ويجب السماح لوكالة (أونروا) بمواصلة عملها بحرية في غزة والضفة الغربية، مع الالتزام بالقوانين الدولية”.
حصيلة العدوان الإسرائيلي
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها البري والبحري والجوي على غزة، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 44,466 شخصًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة نحو 105,358 آخرين، بحسب إحصاءات غير نهائية. فيما لا تزال آلاف الجثث تحت الأنقاض وفي الشوارع دون أن تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليها.
وسط هذه التطورات المأساوية، تتجه الأنظار إلى المجتمع الدولي ومدى قدرته على الضغط على إسرائيل لتخفيف الحصار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، لتجنب شتاء يهدد بحصد المزيد من الأرواح.