Times of Egypt

سيلفي الرئيسين 

Mohamed Bosila
أمينة خيري  

أمينة خيري 

جزء من التركيبة الفريدة – غير المفهومة لغيرنا من شعوب الأرض – تم الكشف عنها.. في زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر، والجولات غير التقليدية.. التي اصطحبه فيها الرئيس السيسي. 

مكونات الجولات.. لم تعلن قبل الزيارة، بل فوجئ الجميع بأخبارها، وصورها تملأ الأثير. أما أماكنها، فلم تطرأ على بال أو خاطر. إنها أكثر الأماكن ازدحامًا بالناس، واحتواء للحركة التجارية في القاهرة.  

جزء من الانبهار بالطبع يكون لطبيعة خان الخليلي؛ من حيث الحركة التي لا تهدأ على مدار ساعات اليوم، وجزء يعود إلى أن المحلات كانت مفتوحة، والشوارع كانت تعج بالمارة، والأجواء كانت – أقل ما يمكن أن توصف به – أنها طبيعية. و«طبيعية».. في زيارة بهذا المستوى، وفي تلك الظروف الإقليمية الملتهبة، تعني متفردة وغير مسبوقة. 

صور السيلفي.. مع المارة والعمال وأصحاب المحلات والزوار، تساوي تريليونات الدولارات واليوروهات، وغيرها من العملات قوية الشكيمة. لا أعني أثرها على تنشيط السياحة، أو تشجيع الزوار.. وإن كانت هذه نتائج بالغة الأهمية؛ لكن أعني أن كل صورة – من هذه الصور – تسرد معلقات عن مصر، وأهل مصر، وقيادة مصر. 

الجموع التي احتشدت حول الرئيسين، والتقطت الصور، ولوَّحت لهما.. ليس جميعها من أكثر المهتمين بالسياسة، أو أعتى المؤيدين للرئيس.. بالضرورة. المؤكد أن بينهم من يعارض، أو يشكو همه الاقتصادي ليلًا نهارًا، أو لديه تصور كامل.. لكيف تدار الدول، ويُصحح الاقتصاد، ويتم تشغيل الصحة، ويجري إصلاح التعليم، وتتم إعادة بناء منظومة الكرة، وتسديد الأهداف، وشراء اللاعبين وبيعهم، ويتم التعامل مع الرئيس ترامب، والمواد التي ينبغى إضافتها لبطاقة التموين، وتقييم الفستان الذي ارتدته رانيا يوسف، والفتوى التي أصدرها دار الإفتاء، والعاصفة الترابية، وهلال رمضان، ولعنة الفراعنة، وصفقة زيزو، وحكم من ماتت وهي تضع أظافر صناعية. وجميعها مواقف وآراء، لا تتسق أو تتطابق أو تتوافق بالضرورة.. مع المواقف الرسمية، والأداءات الحكومية.  

ورغم ذلك، جاء «سسلفي الرئيسين».. ليقول إن الخلاف في الرأي، والاعتراض على سياسات وأوضاع، لا يفسدان للسيلفي قضية. 

المسألة رمزية بحتة. تحمل الكثير من المعاني والرسائل، والفيتامينات النفسية والعصبية،. لنا قبل غيرنا. كما أن «سيلفي الرئيسين».. جاءت كاشفة لأمور أخرى؛ بيننا من هو كياد غياظ شكاء بكاء، لا يرى إلا الشوكة في الوردة.  

أكرر، المسألة لا علاقة لها بمدى حبك للرئيس، أو تأييدك للقرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، المسألة لها علاقة بلحظة اصطفاف شعبي.. نحن في أمسِّ الحاجة لنعيشها، ونشهدها، ونعاود التأكيد لأنفسنا على وجودها. 

بمعنى آخر، ليس المقصود أن نقول جميعاً «آمين».. على كل قرار أو توجه سياسي واقتصادي، وليس المقصود أن يتم إخراس المعارضة، كل المطلوب أن نفرق بين الكيد والسخط، وسواد القلب من جهة، والمعارضة من جهة أخرى. 

أحببت «سيلفي الرئيسين»، وأهل مصر في مقدمة الصورة. 

نقلاً عن «المصري اليوم» 

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *