في مؤتمر صحفي مشترك عُقد يوم الثلاثاء في العاصمة الأردنية عمان، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ونظيره السوري أسعد الشيباني على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه المنطقة. جاءت هذه التصريحات خلال أول زيارة رسمية يقوم بها وفد حكومي سوري إلى الأردن منذ سقوط نظام بشار الأسد.
تشكيل لجان مشتركة وتعاون أمني
أعلن الصفدي عن تشكيل لجان مشتركة بين الأردن وسوريا للتعامل مع قضايا الأمن والطاقة وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك. وأكد أن الأردن يقف إلى جانب الشعب السوري في مساعي إعادة بناء بلادهم، مشيرًا إلى أن استقرار سوريا يشكل عامل استقرار للأردن والمنطقة بأكملها.
وأضاف الصفدي أن أمن الحدود بين البلدين كان محورًا رئيسيًا للنقاش، حيث تم الاتفاق على مكافحة تهريب المخدرات والأسلحة والتصدي لخطر التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم “داعش”. وأشار إلى أن التحديات الأمنية تتطلب جهودًا مستمرة، معبرًا عن دعم الأردن للإدارة السورية الجديدة في التصدي لهذه التحديات.
الطاقة والتعاون الاقتصادي
في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي، أعرب الصفدي عن استعداد الأردن لتزويد سوريا بالكهرباء بشكل فوري، مشددًا على ضرورة تقديم الدعم للشعب السوري الذي عانى سنوات طويلة من الأزمات.
من جانبه، أكد الشيباني أن الإدارة السورية الجديدة ملتزمة بمكافحة تهريب المخدرات إلى الأردن، مشيرًا إلى أن الظروف التي كانت تسمح بعمليات التهريب قد تغيرت. كما دعا الشركات الأردنية للاستثمار في سوريا، مؤكدًا التزام بلاده بتحقيق الاستقرار الداخلي والخارجي.
العقوبات وأثرها على سوريا
أشار الشيباني إلى أن أبرز التحديات التي تواجه الإدارة السورية الجديدة تتمثل في العقوبات الدولية المفروضة على البلاد، والتي تعيق جهود إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار. وعبّر عن أمله في تحسين العلاقات مع الدول المجاورة لدعم عملية التعافي الاقتصادي.
كما شكر الشيباني الحكومة الأردنية على حفاوة استقبال اللاجئين السوريين خلال السنوات الماضية، معتبرًا أن العلاقات بين البلدين تتجه نحو مرحلة جديدة من التعاون البناء.
وفد حكومي رفيع المستوى
ترأس الوفد السوري إلى الأردن وزير الخارجية أسعد الشيباني، وضم الوفد عددًا من المسؤولين البارزين، من بينهم وزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة أنس خطاب، ووزير النفط والثروة المعدنية غياث دياب، ووزير الكهرباء عمر شقروق.
وأكد الشيباني أن الإدارة السورية الجديدة ستفي بالتزاماتها على الصعيدين الداخلي والخارجي، موضحًا أن أولى زياراتها الخارجية كانت إلى المملكة العربية السعودية لأهميتها الاستراتيجية.
التحديات الأمنية المشتركة
على مدار السنوات الماضية، واجهت الحدود الأردنية السورية تحديات أمنية كبيرة، بما في ذلك تهريب الأسلحة والمخدرات. وقد أحبطت القوات الأردنية العديد من محاولات التهريب، والتي كانت تنفذها جهات مرتبطة ببعض الميليشيات في سوريا.
ورغم الجهود المبذولة، تمكنت بعض الشحنات من العبور، مما دفع الأردن إلى تعزيز الإجراءات الأمنية على حدوده. وأكد الصفدي أن الأردن سيعمل بالتنسيق مع الجانب السوري لتأمين الحدود ومنع عودة النشاطات غير القانونية.
