Times of Egypt

روسيا اتهزمت يا رجالة!

Mohamed Bosila
د. أسامة الغزالي حرب  

د. أسامة الغزالي حرب

هل تتذكرون العبارة الشهيرة.. التي وردت على لسان الممثل الكوميدي الكبير الراحل «سعيد صالح»، في مسرحية «مدرسة المشاغبين» (وهي المسرحية التي لاقت نجاحاً كبيراً، برغم ما أعتقده من أنها كانت ذات تأثير سلبي خطير على التعليم في مصر!)… التي نصها… «مرسي الزناتي اتهزم يا رجالة»!!

لقد طرأت على ذهني تلك المشابهة.. وأنا أقرأ الأنباء عن أن أوكرانيا شحنت هذا الأسبوع.. على وجه السرعة، شحنة من دقيق القمح إلى سوريا. وكما صرّح الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي – عبر منصة إكس – فإن ذلك تم..«في إطار مبادرة إنسانية من أوكرانيا، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة».

غير أن ذلك السلوك، لا يمكن طبعاً.. فصله عن تداعيات المواجهة الطويلة والمريرة، التي لا تزال جارية.. بين روسيا من ناحية، وأوكرانيا – بتشجيع ودعم كاملين من التحالف الغربي ـ من ناحية أخرى، مسببة خسائر فادحة لكلا الجانبين. فقد اعتبرت أوكرانيا – ولها كل الحق – أن قيام الثورة السورية، والإطاحة بحكم بشار الأسد.. هزيمة قاسية لروسيا، التي كانت الداعم الأول والرئيس له؛ فهرولت لمساعدة سوريا، الأمر الذي يجعل روسيا الآن.. ولسان حالها ينطق «روسيا اتهزمت يا رجالة!!».

لقد كنت – ومازلت – متعاطفاً مع روسيا.. لأسباب سياسية ووطنية، كانت ولا تزال قائمة وراسخة. ولكن هذا لا ينفي تساؤلاً مهما.. يرد على ذهني، يتعلق بمعضلة التوفيق بين الحفاظ على المصالح الاستراتيجية الحيوية لروسيا.. في سوريا وشرق المتوسط، وبين دعم النظام الديكتاتوري لبشار الأسد، الذي تسبب في هجرة ملايين السوريين من بلدهم، وتشتتهم في كل بلاد الدنيا؟

ومع ذلك، يجب هنا أن أتحفظ بسرعة، وأقول إن «المصالح الاقتصادية» – وليست أية مبادئ ديمقراطية على الإطلاق – كانت هى أيضاً ـ  بل وبدرجة أكبر من روسيا بكثير ـ هي الحاكمة لعلاقات الولايات المتحدة.. في تعاملها مع دول العالم، وتغاضيها ـ وفق تلك المصالح ـ عن شعاراتها الزاعقة.. عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، والأمثلة أوضح من أي حديث!

نقلاً عن «الأهرام»

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.