مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، زيادة الرسوم الجمركية على الواردات من أكثر من 180 دولة، منهم مصر التي حددها بنسبة 10%، أثيرت تساؤلات بشأن تأثير هذا القرار على مصر.
فما هي صادرات مصر إلى أمريكا؟
جاءت أمريكا في المرتبة الخامسة من بين أكبر الدول التي تستقبل المنتجات المصرية في العام 2024 بنسبة 5% من إجمالي الصادرات، مقابل 4.7% في العام السابق عليه 2023، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وبلغت قيمة صادرات مصر إلى أمريكا العام 2024 نحو 2 مليار و247 مليون دولار، ومليار و993 مليون دولار في العام 2023، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بنسبة ارتفاع بلغت حوالي 12.7%.
وارتفع التبادل التجاري بين مصر وأمريكا من نحو 7 مليارات و139 مليون دولار 2023، إلى 9 مليارات و809 مليون دولار عام 2024، بنسبة زيادة بلغت 37%.
ما نوع الصادرات المصرية إلى أمريكا؟
ووفقًا لبيانات “UN Comtrade” التابعة للأمم المتحدة عن العام 2024، بلغت قيمة تصدير الملابس الجاهزة وإكسسواراتها من مصر إلى أمريكا نحو 1.2 مليار دولار، وبنسبة حوالي 46% من مجمل الصادرات، وبذلك قد يكون أكثر القطاعات تأثرًا بالرسوم الجديدة.
وخلال أول شهرين من العام الحالي 2025، ارتفعت صادرات الملابس الجاهزة بنسبة 22% على أساس سنوي، وذلك من 451 مليون دولار في يناير وفبراير 2024 إلى 551 مليون دولار في نفس الفترة من العام الحالي، بحسب المجلس التصديري للملابس الجاهزة.
باقي الصادرات المصرية للسوق الأمريكية في العام 2024 كانت على النحو التالي؛ الأسمدة بقيمة 175.6 مليون دولار، والحديد والصلب بنحو 169.8 مليون دولار، ثم الخضروات والفواكه المُعلبة بقيمة 140 مليون دولار، والسجاد بنحو 139 مليون دولار.
فهل تطبق رسوم ترامب على اتفاقية الكوي؟
لم يتضح حتى الآن بشكل رسمي إذا ما كانت الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية على مصر بواقع 10% ستطبق على اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة المعروفة بـالكويز، والتي تصدر بموجبها الملابس المصرية إلى أمريكا.
ونقل موقع «صحيح مصر» عن مصدر بوزارة التجارة والصناعة كان على صلة وثيقة بملف اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة المعروفة بـ”الكويز” قوله، إن الرسوم الجمركية المفروض من قبل الإدارة الأمريكية على مصر بواقع 10% تشمل المنتجات المُصدّرة ضمن الاتفاقية أيضًا.
وقال مصدر آخر بالمجلس التصديري للملابس الجاهزة، إن المجلس سوف يخاطب وحدة “الكويز” بداية الأسبوع المقبل بشكل رسمي للاستفسار حول إذا ما كانت المنتجات المُصدّرة ضمن الاتفاقية سيفرض عليها رسومًا من عدمه، لعدم وضوح موقف الاتفاقيات التجارية من الرسوم التي فرضها الرئيس الأمريكي.
وأشار المصدر بوزارة التجارة إلى أن شمول القرار للمنتجات المندرجة تحت عباءة اتفاقية “الكويز” يجعل تأثير القرار على الصادرات المصرية كبيرًا، كون الملابس الجاهزة، والتي تدخل معظمها ضمن اتفاقية “الكويز”، هي أكثر المنتجات المصرية تصديرًا إلى أمريكا.
فرصة إيجابية؟
وكشف رئيس مجلس إدارة شركة للملابس الجاهزة، تُصدّر ضمن اتفاقية “الكويز”، وجها إيجابيًا للقرار، إذ قال، إنه رغم من التأثير السلبي لفرض رسوم جمركية على صادرات الملابس المصرية للولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن ذلك قد يكون له تأثير إيجابي.
وأوضح المصدر، أن مصر من بين أقل الدول التي فرضت عليها تلك الرسوم بنسبة 10%، في الوقت الذي فرضت فيه رسوم بنسب أكبر على الدول التي تتنافس معها مصر على تصدير الملابس لأمريكا مثل الصين وبنجلاديش وفيتنام.
وبلغت نسبة الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية إلى أمريكا على سبيل المثال 34% وبنجلاديش 37%، فيما كانت فيتنام من بين أكبر الدول التي فرضت عليها رسومًا بنسبة 46%.
وقال تقرير صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، إن الصين أكبر دولة مصدرة للملابس الجاهزة على مستوى العالم بنحو 154 مليار دولار عام 2023، فيما حلّت بنجلاديش في المرتبة الثانية لأكبر مصدّري المنسوجات بعد الصين، ثم فيتنام ثالثًا. [9]
وأشار المصدر إلى أن تأثير تلك الرسوم على قطاع الملابس الجاهزة يتطلب دراسة مستفيضة حول الدول المنافسة وتقليل التكاليف بالاعتماد على مدخلات الإنتاج المحلية، لافتًا إلى أن ذلك قد يكون فرصة لجذب شركات أجنبية للعمل من مصر في ظل كونها من الدول الأقل من حيث فرض الرسوم الجمركية.
