Times of Egypt

رئيس كوريا الجنوبية المعزول يمثل أمام القضاء في جلسة حاسمة

Mohamed Bosila

مثل الرئيس الكوري الجنوبي المعزول، يون سيوك-يول، اليوم السبت، أمام محكمة منطقة سول الغربية لحضور جلسة استماع حاسمة، وفقًا لما نقلته وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية للأنباء. وتأتي هذه الجلسة بعد اعتقاله يوم الأربعاء الماضي في عملية واسعة النطاق نفذتها سلطات إنفاذ القانون داخل مقر إقامته، على خلفية اتهامه بالتمرد وفرض الأحكام العرفية في 3 ديسمبر الماضي، مما أثار أزمة سياسية غير مسبوقة في البلاد منذ تحولها إلى الديمقراطية.

تفاصيل الجلسة وأجواء المحكمة
بدأت الجلسة في حوالي الساعة الثانية ظهرًا بالتوقيت المحلي (05:00 صباحًا بتوقيت غرينتش)، حيث شهد محيط المحكمة توترات شديدة إثر تجمع أنصار الرئيس المعزول الذين حاولوا منع انعقاد الجلسة من خلال إغلاق بوابات المحكمة. واضطرت الشرطة إلى التدخل لتفريق الحشود وضمان سير الإجراءات القانونية.

وفي الوقت ذاته، عرضت وسائل الإعلام المحلية مشاهد لموكب مهيب يضم 12 سيارة ودراجات نارية شرطية، ترافق يون من مركز الاحتجاز إلى المحكمة، في مشهد يعكس حجم الاهتمام الذي تحظى به القضية.

الاتهامات الموجهة ليون
يواجه يون سيوك-يول اتهامات خطيرة بالتمرد بسبب فرضه الأحكام العرفية في خطوة أثارت انقسامات عميقة داخل المجتمع الكوري الجنوبي. وتشير التهم إلى أن هذه الخطوة أدت إلى اندلاع أخطر أزمة سياسية منذ عقود. ويُعد التمرد من الجرائم القليلة التي لا يحظى فيها الرئيس الحالي بحصانة قانونية، ما يجعل القضية بالغة الحساسية على الصعيدين السياسي والقانوني.

موقف الدفاع وتصريحات المحامي
محامي الرئيس المعزول، يون كاب كيون، أكد في بيان أن موكله قرر حضور الجلسة “لاستعادة شرفه”، من خلال تقديم توضيحات مباشرة حول شرعية الأحكام العرفية التي أعلنها، وللرد على التهم المتعلقة بالتمرد التي وصفها المحامي بأنها “غير قائمة على أدلة ملموسة”.

وأضاف المحامي أن حضور يون يهدف أيضًا إلى مواجهة ما وصفه بـ”الاتهامات المسيسة” التي تسعى لتقويض إرثه السياسي، مشيرًا إلى أن جلسة الاستماع هذه تمثل فرصة للدفاع عن قراراته الطارئة التي اتخذها خلال فترة حرجة.

تطورات القضية والتوقعات
كان المحققون قد طلبوا يوم الجمعة إصدار مذكرة اعتقال لتمديد احتجاز يون لمدة تصل إلى 20 يومًا إضافية، بعد رفضه التعاون مع التحقيقات منذ اعتقاله. وتوقعت مصادر قانونية أن تستغرق جلسة الاستماع وقتًا أطول من المعتاد، حيث يمكن أن تمتد من 8 إلى 10 ساعات نظرًا للخلافات الحادة بين الطرفين.

ومن المتوقع أن تصدر المحكمة قرارها بشأن طلب تمديد الاحتجاز إما مساء اليوم أو يوم غد الأحد، مما سيحدد المسار المستقبلي لهذه الأزمة السياسية غير المسبوقة.

تداعيات القضية على الساحة السياسية
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه المجتمع الكوري الجنوبي انقسامًا حادًا بين مؤيدين ومعارضين ليون. وبينما يرى أنصاره أن التهم الموجهة إليه ذات طابع سياسي، تؤكد المعارضة أن قراراته كانت تهدف إلى تقويض الديمقراطية.

يُذكر أن كوريا الجنوبية، التي عرفت تحولات ديمقراطية كبيرة خلال العقود الأخيرة، تواجه اختبارًا صعبًا في هذه القضية التي قد تكون لها تداعيات عميقة على النظام السياسي والقانوني في البلاد.

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.