دعا محمد البشير رئيس الحكومة السورية الانتقالية المكلف بتسييرها حتى مارس المقبل، السوريين الذين غادروا البلاد خلال 13 عاماً من النزاع إلى العودة.
وقال البشير في تصريح لصحيفة كورييري ديلا سيرا: “أناشد كل السوريين في الخارج.. سوريا الآن بلاد حرة استحقت فخرها وكرامتها… عودوا”.
وأكد البشير أن حكومته تعمل على ضمان حقوق جميع الطوائف والمكونات في سوريا، مشدداً على أن الاستقرار والهدوء هما الهدف الأسمى للمرحلة الانتقالية.
وأشار إلى أن حكومته ترث “إدارة ضخمة مبتلاة بالفساد، حيث كان الناس يعيشون حياة سيئة”، مستطردا: “لا نمتلك إلا ليرات سورية لا تساوي إلا القليل أو لا شيء.. لا نمتلك احتياطيا نقديا أجنبيا، وبالتالي فإننا في وضع مالي سيء للغاية”.
أوضح البشير أن حكومته باشرت نقل الصلاحيات من الحكومة السابقة لضمان استمرار الخدمات وتسيير شؤون البلاد. يأتي هذا بينما تحظى الحكومة الجديدة بدعم مبدئي من المجتمع الدولي، الذي يراقب بحذر الخطوات القادمة.
وتسلمت حكومة البشير بشكل رسمي، أمس الثلاثاء، إدارة البلاد في المرحلة الانتقالية حتى مارس المقبل، وأكدت أنه سيتم حل الأجهزة الأمنية، وإلغاء قوانين الإرهاب.
من جهة أخرى، حثت الولايات المتحدة الفصائل المتحالفة مع “هيئة تحرير الشام”، التي كلفت البشير، على عدم الهيمنة على السلطة، بل إدارة عملية شاملة لتشكيل حكومة انتقالية.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، دعم بلاده الكامل لعملية انتقال سياسي شاملة وغير طائفية، معتبراً أن الحكم على الإدارة الجديدة سيكون من خلال الأفعال لا الأقوال.
منذ سقوط الأسد في الثامن من شهر ديسمبر الجاري، وسيطرة “هيئة تحرير الشام” والفصائل المتحالفة معها على أغلب المناطق، بما فيها العاصمة دمشق، لم تُسجل انتهاكات كبيرة، خاصة في المناطق ذات الأقليات الدينية التي كانت تخشى الاقتتال سابقاً.
ورغم التفاؤل الحذر، لا تزال العديد من الدول الغربية تشدد على أن نجاح الإدارة الجديدة يعتمد على الالتزام الفعلي بحقوق الإنسان وضمان مشاركة جميع الأطياف في المرحلة الانتقالية.