في محاولة من الرئيس الفلسطيني، لإعادة تأهيل علاقته مع الرئيس الأمريكي المنتخب، الذي يعد “داعمًا كبيرا” لإسرائيل، سلك محمود عباس طريقًا يأمل من خلاله أن يقوده للتأثير على مواقف دونالد ترامب بشأن القضية الفلسطينية.
فعبر لقاء جمعه بوالد زوجة تيفاني ترامب، وبرسائل تصالحية إلى الرئيس المنتخب، ملامح استراتيجية عباس واسعة النطاق لإعادة تأهيل علاقته العدائية مع ترامب.
حتى حماس، الجماعة المسلحة التي قادت هجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل والذي أشعل فتيل حرب غزة والمنافس اللدود للسلطة الفلسطينية، تبنت نبرة أكثر حذرا تجاه ترامب. وأعرب بعض الفلسطينيين في غزة، الذين عانوا من قصف إسرائيلي مدمر، عن أملهم في أن يتمكن ترامب من إنهاء الحرب، بينما قال آخرون إنهم متشككون.
وبصفته رئيسًا، قدم ترامب سياسات أغضبت السلطة الفلسطينية، التي تتمتع بحكم ذاتي محدود على أجزاء من الضفة الغربية الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي. واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقطع المساعدات عن وكالة الأمم المتحدة التي تدعم اللاجئين الفلسطينيين، وقدم خطة سلام لصالح إسرائيل وساعدت في التوصل إلى اتفاقيات بين إسرائيل والدول العربية تتجاهل الطموحات الفلسطينية لتحقيق الاستقلال، بحسب “نيويورك تايمز”.
وأثار هذا القرار غضب عباس، فأمر بمنع كبار المسؤولين الفلسطينيين من الاتصال بأشخاص في إدارة ترامب، لكنّ الرئيس السابق دعا علناً إلى وقف الحرب في غزة. ويبدو أن عباس يتراجع عن هذا المسار، على أمل التأثير على آراء الرئيس المنتخب بشأن الصراع ومحادثات وقف إطلاق النار.
ويوم الجمعة، تحدث عباس مع ترامب عبر الهاتف، وناقش الرجلان إمكانية الاجتماع في المستقبل القريب، بحسب زياد أبو عمرو، وهو أحد المقربين من السيد عباس ومسؤول فلسطيني كبير.
لكن جهود عباس للتواصل مع ترامب بدأت قبل الانتخابات بوقت طويل. فقد ساعد والد زوجة تيفاني ترامب، مسعد بولس، وهو رجل أعمال لبناني أمريكي عمل مبعوثاً غير رسمي لحملة ترامب بين الناخبين العرب الأمريكيين، عباس على التواصل مع ترامب في الأشهر الأخيرة، كما فعل بشارة بحبح، وهو فلسطيني أمريكي يدعم ترامب، وفقاً لأشخاص شاركوا في الجهود.
والتقى عباس بولس على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر في نيويورك. وفي حين وصف المسؤولون الفلسطينيون الاجتماع بأنه جزء من جهد للتواصل مع ترامب، قال بولس لصحيفة نيويورك تايمز إنه كان “شخصيًا بحتًا” وقال إنه لم يخبر ترامب عن الاجتماع قبل أو بعده.
وقال أبو عمرو الذي حضر اللقاء إن بولس نقل لترامب رغبة الأخير في إنهاء الحروب في العالم بما في ذلك قطاع غزة.
ولم ترد كارولين ليفيت، المتحدثة باسم ترامب، على أسئلة حول الاجتماع. لكن عندما سُئِلت عن دور بولس في أكتوبر، قالت إن الحملة ممتنة لـ “تواصله الفعال للغاية” مع الأمريكيين العرب.
بالإضافة إلى ذلك، قال بولس وبحبح إنهما ساعدا في تسهيل تسليم رسالة من عباس إلى ترامب في يوليو تدين محاولة اغتياله، والتي نشرها الرئيس الأمريكي على منصته «تروث سوشيال».
ورد ترامب بأن رسالة عباس كانت “لطيفة للغاية” وأعلن أن “كل شيء سيكون على ما يرام”.
وفي اجتماعه مع بولس في سبتمبر، قال عباس إنه مستعد لتحقيق السلام مع إسرائيل على أساس حل الدولتين وأعرب عن استعداده لاستضافة مراقبين دوليين في الدولة الفلسطينية المستقبلية لضمان أمن إسرائيل، بحسب بحبح.