في حادثة غير مسبوقة أثارت جدلًا واسعًا، كشفت مجلة ذا أتلانتيك عن فضيحة أمنية كبرى داخل إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بعد إضافة رئيس تحرير المجلة جيفري غولدبرغ بالخطأ إلى مجموعة دردشة سرية تناقش خططًا عسكرية لضرب الحوثيين في اليمن.
بحسب تقرير المجلة، فإن غولدبرغ فوجئ بتلقي دعوة غير مقصودة للانضمام إلى محادثة عبر تطبيق “سيغنال”، والذي يحذف رسائله تلقائيًا، حيث شارك كبار مسؤولي إدارة ترامب في مناقشة تفاصيل حساسة حول الضربات المرتقبة، بما في ذلك تحديد الأهداف، نوع الأسلحة المستخدمة، وتسلسل الهجوم.
وضمت المجموعة 18 مسؤولًا بارزًا، بينهم مستشار الأمن القومي مايك والتز، وزير الدفاع بيت هيغسيث، ونائب الرئيس جيه دي فانس. وأثار استخدام التطبيق مخاوف قانونية بشأن انتهاك قانون السجلات الرئاسية.
هيلاري كلينتون تسخر.. والكونغرس يطالب بالمحاسبة
لم تفوت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، الفرصة للسخرية من إدارة ترامب، حيث كتبت في منشور على منصة “إكس”: “لا بد أنك تمزح معي!”، مرفقة إياه برمز تعبيري ساخر، في إشارة إلى المفارقة بين هذه الفضيحة وحملة ترامب الشهيرة ضدها في انتخابات 2016، عندما اتهمها بإساءة استخدام بريدها الإلكتروني الخاص.
أما في الأوساط السياسية، فقد أثارت الفضيحة موجة غضب، حيث وصف السيناتور الديمقراطي آندي كيم الواقعة بأنها “غبية للغاية وغير مسؤولة”، مطالبًا بإقالة وزير الدفاع. فيما دعا السيناتور روبن جاليغو إلى استقالة فورية لهيغسيث، مؤكدًا أنه كان غير مؤهل لهذا المنصب منذ البداية.
ترامب يتبرأ من الواقعة
من جانبه، نفى الرئيس السابق دونالد ترامب معرفته بالتفاصيل، قائلًا: “لا أعرف شيئًا عن القصة، ولست من كبار المعجبين بمجلة ذا أتلانتيك.”
في الوقت نفسه، ذكرت مجلة “بوليتيكو” أن المستشار الأمني مايك والتز أصبح أكثر المسؤولين عرضة للإقالة داخل إدارة ترامب، نظرًا لمسؤوليته المباشرة عن إنشاء المجموعة وإضافة غولدبرغ إليها، حيث نقلت عن مصدر مقرب من البيت الأبيض قوله: “الجميع هنا متفق على شيء واحد: مايك والتز أحمق.”
تحقيق فيدرالي مرتقب
في ظل تصاعد الجدل، تستعد مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد للإدلاء بشهادتها، الثلاثاء، أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ بشأن التهديدات العالمية، وسط مطالبات بفتح تحقيق فيدرالي لتحديد ما إذا كانت هذه التسريبات تمثل خرقًا للقوانين الخاصة بحفظ السجلات والتعامل مع المعلومات السرية.