بما أن الرئيس الأمريكي المنتخب، سارع وسبق الجميع.. بإعلان التوصل إلى إتفاق غزة، وقال إن فوزه في الانتخابات.. أثمر هذا الاتفاق، فإنه بذلك يؤكد مسؤوليته عن تنفيذه بمراحله الثلاث؛ أي أن التخوف من اكتفاء نتنياهو من تنفيذ مرحلته الأولى فقط، والتنصل من تنفيذ بقية مراحله، يقابله التزام ترامب بتنفيذ الاتفاق كاملاً..
نعم، هذا التخوف له ما يبرره؛ لأن نتنياهو يرغب في استمرار الحرب لأطول فترة ممكنة. والأكثر من ذلك، فإنه يريد ضمان استمرار حكومته.. بإبقاء مودريتش وحزبه فيها، وقدم وعداً له بالعودة للقتال.. بعد المرحلة الأولى للاتفاق. ولكن هذا الاتفاق – بمراحله الثلاث – وافق عليه ترامب، بعد أن شارك مبعوثه الشخصي.. في إعداده، ووضع اللمسات النهائية عليه.
نخلص من ذلك، أن ترامب – كما مارس ضغوطاً على نتنياهو – للقبول بالاتفاق، سيكون مستعداً لاستئناف الضغوط على رئيس الحكومة الإسرائيلية.. ليمضي في تنفيذ مراحله الباقية.
وبالطبع، لا يُستبعد أن يتهرب ترامب من تنفيذ كل الاتفاق، فكل الاحتمالات في عالم السياسة قائمة، وواردة.. لكن، قد يقلل من هذا الاحتمال.. أن ترامب يرغب في عدم تورط أمريكا في حروب؛ سواء في أوروبا أو منطقة الشرق الأوسط، وهو يريد التفرغ لمواجهة المشاكل الداخلية لبلده.. وخاصة مشكلة الهجرة، وكذلك التفرغ لمواجهة الصين.. التي يعتبرها تمثل الخطر الأكبر على الأمن القومي الأمريكي.
على كل حال، إن أمامنا ستة أسابيع، لنعرف كيف سوف يتصرف ترامب.. إزاء وقف حرب غزة.
نقلاً عن «فيتو»