Times of Egypt

ترامب ليس رباً ليقتلنا بمشيئته! 

Mohamed Bosila
عبدالله عبدالسلام 

عبدالله عبدالسلام 

أسوأ رد فعل عربي.. على دعوة الرئيس الأمريكي إلى التطهير العرقي في غزة – من خلال طلبه من مصر والأردن استقبال حوالي مليون ونصف المليون فلسطيني – هو انتشار حالة من الفزع، وافتراض أن ما يقوله ترامب.. سيتحقق لا محالة.  

لا أدعو إلى التقليل من خطورة كلامه. على العكس تماماً. لابد من الرفض الصارم بشتى السبل.. لهذه الأفكار الإجرامية الاستعمارية. لكن من المهم إدراك أن الزمام بأيدينا، خاصة أبناء غزة.  

… لن يستطيع أحد فرض شيء عليهم، ما داموا متمسكين بأرضهم. ترامب ليس قوة خارقة للطبيعة.. تفعل ما تريد. وكما يقول الشاعر الراحل أمل دنقل في قصيدته الخالدة (لا تصالح): «والذي اغتالني ليس ربّاً.. ليقتلني بمشيئته». 

أمس فقط، رفض الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو.. هبوط طائرتين عسكريتين أمريكيتين، تحملان مهاجرين، قامت واشنطن بترحيلهم بالقوة قائلاً: «المهاجرون ليسوا مجرمين، ويجب معاملتهم بكرامة». ترامب استرضاه، وألغى الرسوم الجمركية.. التي كان يعتزم فرضها بقيمة 25٪ على صادرات كولومبيا لأمريكا، لتنتهي الأزمة. 

العرب – والفلسطينيون تحديداً – لديهم أوراق قوة عديدة.  

أبناء غزة – الذين فقدوا 47 ألف شهيد، وتحولت منازلهم ومؤسساتهم إلى ركام – لا يمكن أن يتركوا وطنهم.. لمجرد أن ترامب أمر بذلك. تجارب ومآسي التاريخ – منذ النكبة والنكسة – علمتهم أن التمسك بالأرض.. كفيل بإبقاء قضيتهم على قيد الحياة.  

رد الفعل العربي الرسمي – خاصة مصر والأردن – يجب أن يتواصل.. بنفس القوة، يدعمه ظهير شعبي.. يؤكد أنه في لحظات الخطر، يصطف الجميع لمواجهة عملية الترحيل القسري.. التي يتبناها ترامب، ودفاعاً عن حق الفلسطينيين.. في أن يعيشوا على أرضهم، وأن تكون لهم دولتهم المستقلة.  

من المهم أيضاً، مواجهة كل محاولات التطبيع مع إسرائيل، ووقف استكمال الاتفاقات الإبراهيمية.. التي تتبناها الإدارة الأمريكية. 

في الأيام القليلة الماضية، افتعل ترامب مشاكل وأزمات.. مع معظم دول العالم؛ معتقداً أنه في وضع يسمح له بأن يأمر فيُطاع.  

هذا لن يحدث مع كثير من الدول. كندا.. رفضت أن تصبح الولاية الأمريكية رقم 51. والدنمارك.. سخرت من اقتراحه شراء جزيرة جرينلاند. أوروبا.. توحد صفوفها لمواجهة تدخلاته في الشؤون الداخلية لدول القارة العجوز.  

مجموعة البريكس – التي تترأسها البرازيل حالياً – ستمضي قدماً في خططها.. للتقارب الاقتصادي والتعامل بعملاتها الوطنية.. بعيداً عن الدولار.  

ترامب.. يصور نفسه «سوبرمان» العالم، لكن الدنيا تغيرت. لسنا في عصر «الرجل الأبيض» وموجات استعمار القرن 19. الزمن لن يعود إلى الوراء. 

علينا أن نتوقع غضب ترامب.. من الرفض العربي الصارم، وربما محاولته معاقبة مَن يرفضون، لكن التضامن العربي.. كفيل بإفشال ذلك. الأهم، أن ندرك أن ترامب ليس وسيطاً نزيهاً، بل لا يصلح أن يكون وسيطاً.  

لم يعد يختلف بالمرة.. عن نتنياهو وبن غفير وسموتريتش. تبنَّى كل أفكارهم المتطرفة، ويتصرف كمقاول عقارات.. يريد إزالة مخلفات عدوان غزة، بما فيها أبناء القطاع أنفسهم.  

… العرب يستطيعون قول لا، إذا أرادوا. 

نقلاً عن «المصري اليوم« 

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.