تراجع الدولار اليوم الثلاثاء إلى أدنى مستوى في سبعة أشهر مقابل الين مع تزايد تدهور ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأمريكي بسبب هجمات الرئيس دونالد ترامب المتواصلة على رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي).
وتسارعت خسائر العملة الأمريكية بعد أن أعلنت رئيسة وزراء تايلاند إرجاء مفاوضات تجارية مع واشنطن كان من المقرر أن تبدأ غدا الأربعاء.
واقترب الدولار من أدنى مستوى في عشر سنوات الذي سجله أمس مقابل الفرنك السويسري، وحوم بالقرب من أدنى مستوى في ثلاثة أعوام ونصف العام مقابل اليورو.
وصعّد ترامب انتقاداته لرئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول أمس الاثنين في منشور على موقع تروث سوشيال، ووصفه بأنه “خاسر كبير” وطالبه بخفض أسعار الفائدة “الآن” أو المخاطرة بتباطؤ اقتصادي.
وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت يوم الجمعة إن الرئيس وفريقه يواصلون دراسة ما إذا كان بإمكانهم إقالة باول، وذلك بعد يوم من تعليق ترامب بأنه ينتظر ترك باول لمنصبه “بفارغ الصبر”.
ويأتي هجوم ترامب بعدما قال باول الأسبوع الماضي إن البنك المركزي يمكنه التحلي بالصبر بشأن الحكم على كيفية تحديد السياسة، وإنه ينبغي عدم خفض أسعار الفائدة قبل اتضاح أن خطط الرسوم الجمركية لن تؤدي إلى إذكاء التضخم المرتفع.
وقال إريك كوبي كبير مسؤولي الاستثمار في شركة نورث ستار لإدارة الاستثمارات إن هناك “أزمة رهيبة بين ترامب وباول”، مما يثير “قلقا من اتخاذ إجراء ما لاستبدال باول، وهو ما قد يؤدي لحالة من الذعر الحقيقي بالنسبة للدولار”.
وعلى الصعيد التجاري، قال كوبي إن “كل يوم لا يتم فيه التوصل إلى صفقات تتعلق بالإعفاءات، يثير قلقا مستمرا” من أن سياسات ترامب في شكلها الحالي قد تكون مدمرة للاقتصاد.
واتهمت الصين واشنطن أمس الاثنين بإساءة استخدام الرسوم الجمركية وحذرت الدول من إبرام صفقات اقتصادية أوسع مع الولايات المتحدة على حسابها، في تصعيد لتعليقاتها في الحرب التجارية المحتدمة بين أكبر اقتصادين في العالم.
وانخفض الدولار 0.6 بالمئة مقابل الين الياباني إلى 140 ين لأول مرة منذ منتصف سبتمبر أيلول.
ونزل الدولار 0.1 بالمئة إلى 0.8082 فرنك سويسري، بالقرب من أدنى مستوى في 10 سنوات البالغ 0.8042 والذي سجله في الجلسة السابقة.
ولم يشهد اليورو تغيرا يذكر مسجلا 1.1535 دولار، بعد أن قفز إلى 1.1573 دولار أمس الاثنين للمرة الأولى منذ نوفمبر تشرين الثاني 2021.
وارتفع الجنيه الاسترليني 0.25 بالمئة إلى 1.3412 دولار بعد صعوده إلى 1.3421 دولار للمرة الأولى منذ سبتمبر أيلول في بداية أسبوع التداول.
وقال جوزيف كابورسو رئيس قسم الاقتصاد الدولي والمستدام في بنك الكومنولث الأسترالي “كلما استمرت التكهنات بشأن استقلال السياسة النقدية الأمريكية لفترة أطول، أصبح الدولار الأمريكي معرضا لخطر الانخفاض لمدة أطول”.
وأضاف “قد يتطلب الأمر موجة بيع أخرى في سوق سندات الحكومة الأمريكية أو سوق الأسهم الأمريكية لتشجيع الرئيس ترامب على الامتناع عن مثل هذه التعليقات”.
وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، إلى 98.117 بعد انخفاضه إلى 97.923 في الجلسة السابقة، وهو مستوى لم يشهده منذ مارس آذار 2022.