عبد القادر شهيب
وقع ما كانت تحذر منه موسكو، وهو سماح أمريكا لأوكرانيا باستخدام صواريخها بعيدة المدى.. في استهداف العمق الروسي، وتم استخدام أوكرانيا تلك الصواريخ بالفعل، واستهداف الداخل الروسي!
فعل بايدن ذلك، ليراكم مزيداً من العقبات أمام ترامب.. لإنهاء الحرب الأوكرانية سريعاً، كما تعهد في حملته الانتخابية! هذا ما انتهت إليه معظم التحليلات التي تناولت هذا الأمر!
وإذا كان ترامب لم يعقب على قرار بايدن، الذي يستهدف تعطيله لإنهاء الحرب، فإن بوتين رد على ذلك القرار بقوة، وبما قد يوسع نطاق الحرب، ويضيف للأسلحة المستخدمة فيها.. السلاح النووي. فهو وقع على مرسوم تغيير العقيدة النووية الروسية، لتشمل إمكانية استخدام السلاح النووى.. إذا تعرضت للهجوم بسلاح تقليدي من دولة مدعومة من دولة أخرى نووية، لأنها ستعتبر ذلك هجوماً نووياً عليها!
وهكذا، نحن أمام تداعيات خطيرة لقرار بايدن، الذي أراد به تعطيل ترامب في إنهاء الحرب الأوكرانية، وتعطيل التهام الروس مزيداً من الأراضى في أوكرانيا.. خلال الأسابيع القليلة المتبقية على استلام ترامب مسئولياته كرئيس لأمريكا.
لكن الأغلب في تقديري، أن بوتين – وهو سياسي كبير – لن يستخدم السلاح النووي، ما دامت القوات الروسية مستمرة في التقدم داخل أراضي أوكرانيا، وتكسب يومياً مزيداً منها. ويمكن لموسكو أن تواجه الصواريخ البعيدة المدى.. بأسلحتها التقليدية، دون استخدام الأسلحة النووية.
خاصة وأن ترامب الذي يريد إنهاء الحرب اقترب موعد دخوله البيت الأبيض، ويمكنه وقتها إلغاء قرار بايدن، كما فعل بعد أن دخل البيت الأبيض عام 2017، عندما ألغى العديد من قرارات أوباما، كان أبرزها الانضمام لاتفاقية المناخ، ودعم حلف الناتو، وتمويل برنامج أوباما كير.
لذلك نحن إزاء اشتداد حدة حرب أوكرانيا – في تلك الأسابيع المتبقية على تنصيب ترامب – لكن في الأغلب، لن نشهد الأمر الخطير.. وهو استخدام روسيا الأسلحة النووية في تلك الحرب ضد أوكرانيا، أو الدول التي تساعدها، وإنما لعل تغيير العقيدة النووية الروسية.. يستهدف رسالة ردع لأوكرانيا وأمريكا معاً، والأغلب أنه سيكون لها صدى لديهما.
نقلاً عن «فيتو«