أعلنت وسائل الإعلام الرسمية في إيران عن زيارة قام بها قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، إلى إحدى القواعد الصاروخية تحت الأرض التابعة لقوات “الجوفضاء”. وتعتبر هذه القاعدة جزءًا من الشبكة الواسعة للمنشآت الصاروخية السرية التي تمتلكها إيران، والتي تم الكشف عن صورها للمرة الأولى عبر وكالة “تسنيم” الرسمية.
وأوضحت الوكالة أن القاعدة التي زارها اللواء سلامي تمثل واحدة من مئات القواعد التابعة لقوات “الجوفضاء” في الحرس الثوري، وتُظهر الجاهزية الهجومية العالية التي تسعى إيران للحفاظ عليها. وقد أكد سلامي خلال زيارته أن هذه المنشآت قادرة على التحرك بسرعة لتصبح “بركانًا خاملًا ينفجر فوق رؤوس الأعداء”.
قوة صاروخية متنامية
القاعدة تضم مجموعة من الصواريخ الاستراتيجية، بما في ذلك صواريخ “عماد”، “قدر”، و”قيام”، التي تعمل بالوقود السائل. ورغم الكشف عن بعض تفاصيل هذه المنشأة، إلا أن 90% من القاعدة بقيت خارج نطاق التغطية الإعلامية، مما يعكس السياسة الإيرانية في الحفاظ على سرية جزء كبير من ترسانتها العسكرية.
وأشار قائد قوات “الجوفضاء” في الحرس الثوري إلى أن إيران تشهد يوميًا إضافة أنظمة صاروخية جديدة إلى ترسانتها، ما يرفع من مستوى الجاهزية الدفاعية والهجومية على حد سواء.
صرح اللواء سلامي أن زيارته جاءت بهدف تقديم الدعم المعنوي للقوات المتمركزة في القاعدة، ومتابعة الوضع التشغيلي للوحدات الصاروخية التي تشارك في عمليتي “الوعد الصادق 1 و2”. وأضاف أن هذه الزيارات تندرج ضمن الجهود المبذولة لتعزيز الجاهزية العملياتية للقوات الإيرانية في مواجهة أي تهديدات محتملة.
رسالة موجهة للعالم
تأتي هذه الخطوة في ظل التوترات الإقليمية والدولية المتصاعدة، حيث تنظر دول مثل إسرائيل والولايات المتحدة بقلق إلى استمرار إيران في تطوير بنيتها التحتية العسكرية. وتتزامن هذه الزيارة مع تقارير حول استخدام إيران لوكلائها الإقليميين في العراق وسوريا لتعزيز نفوذها العسكري، الأمر الذي يثير المخاوف بشأن إمكانية تصعيد النزاعات في المنطقة.
من جانب آخر، تستمر إيران في بناء “أنفاق دفاعية” ومنشآت تحت الأرض لحماية قدراتها العسكرية من أي ضربات محتملة، وفقًا لتقارير سابقة. ويُنظر إلى هذه التحركات كجزء من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى الحفاظ على تفوقها العسكري الإقليمي رغم الضغوط والعقوبات الدولية.
اللواء سلامي أكد أن الكشف عن هذه القواعد هو رسالة واضحة للأعداء، مفادها أن إيران تمتلك القدرة على الردع والهجوم في أي وقت. وأضاف أن إيران تعتمد على إمكاناتها الذاتية في تطوير منظومتها الصاروخية، ما يمنحها المرونة في مواجهة التحديات والتهديدات الخارجية.