عبد القادر شهيب
أغرب رد فعل.. على الفضيحة الأمنية التي كشفها رئيس تحرير مجلة «ذا أتلانتيك» الأمريكية.. التي المتسبب فيها مايك والتز – مستشار الأمن القومي الأمريكي – كان رد فعل الرئيس ترامب شخصياً؛ فقد هوَّن من الأمر، وبرر هذا الخطأ للرجل، حينما قال إنه «الخطأ الأول والوحيد.. منذ أن دخل البيت الأبيض»، وأن أحد العاملين معه كان اسم الصحفي الأمريكي مسجلاً لديه، وهو الذي أضافه خطأ.. لمجموعة كبار المسؤولين على تطبيق «سيجنال».
وقال أيضاً إن ما دار في المحادثات المشتركة بين هؤلاء المسؤولين، لم يتضمن أي أسرار عسكرية.. بخصوص الضربات الامريكية التي استهدفت مواقع حوثية، في عدد من المدن اليمنية، مضيفاً أن مستشار الأمن القومي استفاد من الدرس!
وهذا رد فعل غريب، لآن ترامب تغافل عن الخطأ الأمني الفادح، الذي ارتكبه هؤلاء المسؤولون الكبار.. الذين كان منهم وزراء الدفاع والخارجية والخزانة ومستشار الأمن القومي.. ونائب الرئيس أيضاً. ارتكبوا خطأ أمنياً فادحاً.. حينما لجأوا لأحد التطبيقات الإلكترونية، ليخاطبوا بعضهم البعض، ولم يستخدموا وسائل الاتصالات المؤمَّنة.. الموجودة – بالقطع – في أمريكا، مثل كل بلاد العالم حتى الصغيرةْ منها!
لكن هكذا المحب دوماً.. يبلع الزلط؛ كما يقول المثل المصري الشهير. فلو لم يكن ترامب محباً لمساعديه، لكان رد فعله مختلفاً.. أي غضب وثار، وأبعد هؤلاء المسؤولين عن مناصبهم، واختار غيرهم.
… هذا ما فعله خصوم ترامب الديمقراطيون؛ استثمروا هذا الخطأ الفادح.. للهجوم – في الكونجرس – على ترامب وإدارته. وهذا ما يقوله بقية المثل الشعبي المصري الشهير، وهو: عدوك يتمنى لك الغلط!
نقلاً عن «فيتو«
