عبدالقادر شهيب..
لا أعتقد أننا بحاجة لتشكيل لجنة حُكمية.. للبحث في إصلاح الدراما المصرية، واستعادة أيام ازدهارها ومجدها. فإن الطريق واضح لمن يريد إصلاح الدراما، وهو ذات الطريق لإصلاح الإعلام، ويتمثل في أن يتولى صناعة الدراما مثقفون ومبدعون وكُتاب موهوبون، والابتعاد عن ناقصي ومعدومي الموهبة.
المهنية يا سادة.. هي الحل للنهوض بالدراما المصرية، أما «شِلل» المصالح.. التي أتيح لها أن تفرض نفسها علينا، فإنها لن تقدم لنا دراما وفكراً وثقافة وأدباً وصحافة وإعلاماً.. إلا كل ما هو ضعيف وهابط، ويسيء للمجتمع وللوطن.
هذا هو الطريق الذي جربناه وخبرناه من قبل، وأنتج لنا فكراً رفيعاً وثقافة مزدهرة، وأدباً رائعاً ودراما ناجحة وجميلة.. ما زالت خالدة حتى الآن، بعد أن رحل صانعوها. ولنا في تجربة الوزير المثقف ثروت عكاشة أسوة حسنة..عندما تولى مسؤولية وزارة الثقافة في البلاد قبل سبعة عقود مضت، استعان بالمثقفين الحقيقيين والبارزين، ليقودوا منابرنا ومؤسساتنا الثقافية والفنية، حتى الذين اختلفت انتماءاتهم السياسية معه شخصياً، ولم يختر من يصفقون له، أو يهتفون باسمه، ويشيدون به ويوافقونه فيما يقول، وتحمَّل طعن زملاء له في الحكومة، حاولوا الإيقاع بينه وبين عبدالناصر.. بدعوى أنه يستعين بمن هم أعداء للنظام.
لكن عبدالناصر قال له.. ما دمت مقتنعاً بما تفعله، استمر فيه.فاستمر الضابط الحر المثقف فيما يفعله،وصار لدينا ثقافة رفيعة، وفن مزدهر.. من سينما ومسرح، ودراما تليفزيونية أيضاً.
وعندما سلكنا – في عقود تالية – مسلك ثروت عكاشة، قدَّمنا دراما تليفزيونية ناجحة، ساهمت في تشكيل الوجدان الوطني، وصياغة تفكير الرأي العام. روَّجت لقيم الحق والخير والجمال، وكل القيم الإيجابية، التى ترفع من شأن المجتمع،وليست تلك التي تشوهه، وتضعفه وتسيء إليه.
إننا ننفق الكثير من المال على الدراما الآن، ولا نحصل – في نهاية المطاف – على دراما ناجحة وفاعلة. وها هو الرئيس السيسي يقول ذلك، لأن الأموال وحدها لا تصنع الدراما الناجحة.
علينا أن «نعطي الخبز لخبازه»، لنحصل على الخبز الجيد، وهذا لا يحتاج لجانًا حكومية.. أو حتى غير حكومية!
نقلاً عن «فيتو»