شنّ الجيش الإسرائيلي هجومًا واسعًا على مدينة جنين في شمال الضفة الغربية، حيث فجّر عشرات المباني في إطار عمليته العسكرية المستمرة ضد الفصائل الفلسطينية المسلحة. وأكدت مصادر إسرائيلية أن العملية، التي انطلقت في 21 يناير، أسفرت عن مقتل 50 شخصًا ممن وصفتهم بـ”الإرهابيين”، إلى جانب اعتقال أكثر من 100 مطلوب.
تفجيرات متزامنة تهز جنين
وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، قامت قوات الاحتلال بتفخيخ وتفجير نحو 20 بناية في الجهة الشرقية من مخيم جنين دفعة واحدة، ما أدى إلى دوي انفجارات ضخمة سُمعت في أنحاء المدينة والبلدات المجاورة. كما تسببت التفجيرات في إلحاق أضرار ببعض أقسام مستشفى جنين، وفق ما أكده مدير المستشفى وسام بكر، دون تسجيل إصابات داخل المنشأة الطبية.
تصعيد واسع وعمليات جوية
لم يقتصر التصعيد الإسرائيلي على جنين فقط، حيث شهدت مناطق عدة في الضفة الغربية، مثل طوباس وطمون، عمليات اقتحام وانتشار مكثف للقوات الإسرائيلية، تخللتها اعتقالات ومداهمات لمنازل الفلسطينيين، بينما حلّقت طائرات مسيّرة في سماء المخيمات. كما ألقى الجيش منشورات بالعربية، محذرًا الفلسطينيين من الاقتراب من قواته، ومتهما الفصائل المسلحة بأنها “أذرع لإيران”.
إدانات فلسطينية واستمرار القصف
في المقابل، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية “التدمير الوحشي” الذي تقوم به إسرائيل في جنين وطولكرم، مشيرة إلى أن هذه الممارسات تعكس حجم الدمار الذي تعرض له قطاع غزة وتندرج ضمن “حرب إبادة وتهجير” ممنهجة ضد الفلسطينيين.
في سياق متصل، قُتل شخصان، أحدهما مسن يبلغ من العمر 73 عامًا، برصاص الجيش الإسرائيلي في جنين، فيما قضى شاب آخر في مخيم العروب جنوب الضفة الغربية.
غارات جوية وضحايا جدد
تصاعدت حدة العمليات العسكرية، حيث نفّذ الجيش الإسرائيلي غارتين جويتين في جنين، استهدفت إحداهما مجموعة فلسطينية قال إنها كانت تخطط لهجوم وشيك في قباطية. وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن اثنين من عناصرها قُتلا في الغارات، فيما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بمقتل خمسة أشخاص آخرين، بينهم فتى.
ارتفاع حصيلة الضحايا
ومنذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، ارتفعت حصيلة القتلى في الضفة الغربية بشكل غير مسبوق، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل ما لا يقل عن 883 فلسطينيًا، بينهم العديد من المسلحين، بنيران الجيش الإسرائيلي والمستوطنين. وفي المقابل، أشارت الأرقام الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 30 إسرائيليًا، بينهم عسكريون، في عمليات نفذها فلسطينيون أو خلال المواجهات العسكرية.
في ظل هذا التصعيد المتواصل، تبقى الأوضاع في الضفة الغربية على صفيح ساخن، وسط مخاوف من اتساع رقعة العمليات العسكرية وما قد يترتب عليها من تداعيات إنسانية وسياسية في المنطقة.