بينما اجتاحت الأمطار الغزيرة دول المغرب العربي وليبيا خلال الأيام الماضية، متسببة في خسائر بشرية ومادية، أكدت توقعات خبراء الطقس أن مصر ستبقى بمنأى عن تأثيرات الأمطار الشديدة التي شهدتها هذه الدول. جاء ذلك في وقت تستعد فيه البلاد لفصل شتاء أقل دفئًا من العام الماضي، مع تحذيرات من ظواهر جوية خفيفة نسبيًا مقارنة بما شهدته الدول المجاورة.
أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن سواحل الجزائر وتونس تعرضت لأمطار غزيرة يومي الأربعاء والخميس نتيجة منخفض جوي، وليس إعصارًا كالذي ضرب مدينة درنة الليبية في سبتمبر 2023.
وأشار شراقي، في منشور عبر “فيسبوك”، إلى أن المنخفض تحرك نحو الشرق ليصل الجمعة إلى السواحل الغربية لليبيا، متسببًا في سيول عنيفة بمدينة طرابلس ومدن مثل زليتن ومصراتة، وأدى إلى انهيار بعض المنازل وسقوط ضحايا.
وأضاف أن تأثير هذه السيول تضاعف نتيجة ضعف البنية التحتية في ليبيا بسبب غياب الصيانة منذ ثورة 2011. وتوقع شراقي انتهاء الأمطار بحلول ليلة الجمعة قبل وصولها إلى السواحل المصرية.
أكد شراقي أن الأمطار الموسمية تعد مصدرًا رئيسيًا للمياه العذبة لسكان السواحل في مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب، حيث تسهم في شحن الخزانات الجوفية وتخزين كميات من المياه في السدود الصغيرة لاستخدامها في الشرب والزراعة على مدار العام.
حالة الطقس في مصر
في سياق آخر، أوضحت الهيئة العامة للأرصاد الجوية أن مصر تشهد أجواء مائلة للبرودة ليلًا ومعتدلة نهارًا على شمال البلاد حتى شمال الصعيد يوم السبت، مع طقس مائل للحرارة في جنوب سيناء وجنوب الصعيد. وحذرت الهيئة من انتشار شبورة مائية صباحًا قد تكون كثيفة على الطرق الزراعية والقريبة من المسطحات المائية.
تتوقع هيئة الأرصاد أن يكون فصل الشتاء هذا العام أقل دفئًا من العام الماضي، مع احتمال تكون الصقيع على جبال سانت كاترين وانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة. وتشير التوقعات إلى هطول أمطار غزيرة على السواحل الشمالية ومحافظات الوجه البحري خلال شهري يناير وفبراير المقبلين.
وفي السياق ذاته، تحذر الجهات المختصة المواطنين من القيادة بسرعة أثناء وجود الشبورة المائية وتجنب الاقتراب من المناطق المنخفضة المعرضة للسيول. كما تنصح بارتداء الملابس المناسبة لحالة الطقس المتغيرة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة.