استخدمته روسيا للمرة الأولى ضد أوكرانيا، في رسائل لكييف التي استخدمت صواريخ بعيدة المدى لضرب أراضيها، ولتحذير الغرب من مغبة الدعم المتزايد للبلد الأوراسي.
إنه الصاروخ التجريبي العابر للقارات، الذي أطلق عليه اسم «أوريشنيك»، والذي أطلقته روسيا على مصنع أسلحة أوكراني، وأشاد به الرئيس فلاديمير بوتين.
فماذا نعرف عن «أوريشنيك»؟
حتى استخدامه الخميس، لم يكن وجود هذا السلاح الجديد بالنسبة لروسيا معروفا.
وصفه بوتين بانه صاروخ باليستي “متوسط المدى”
يمكنه بلوغ أهداف يتراوح مداها بين 3000 و5500 كيلومتر.
السلاح لا يزال قيد التطوير
وبحسب الرئيس الروسي، فإن إطلاق الصاروخ كان بمثابة تجربة في الظروف القتالية، فيما لم يعط أي إشارة إلى عدد الأنظمة الموجودة، لكنه هدد بإعادة استخدامه.
وأكد رئيس الاستخبارات العسكرية الروسية كيريلو بودانوف أن «أوريشنيك هو اسم المشروع، إنه فقط اسم رمزي. النظام نفسه يسمى كيدر».
وتوقع بودانوف مستندا إلى معلومات اوكرانية تعود إلى أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن “تنتج روسيا نموذجين”.
وقال مصدر رفيع في هيئة الاركان الأوكرانية إن روسيا لا تملك سوى “بضع وحدات”.
تبلغ المسافة بين منطقة أستراخان الروسية التي أطلق منها صاروخ أوريشنيك الخميس بحسب كييف، ومصنع تصنيع الأقمار الاصطناعية بيفدينماش الذي أصابه الصاروخ في دنيبرو (وسط شرق أوكرانيا)، تقريبا ألف كلم.
قدرات أوريشينك:
يمكن لأوريشنيك إذا أطلق من الشرق الأقصى الروسي نظريا أن يضرب أهدافا على الساحل الغربي للولايات المتحدة.
يمكنه -أيضا- تهديد أوروبا بأكملها، بحسب بافيل بودفيغ الباحث في معهد الأمم المتحدة لأبحاث نزع السلاح (Unidir) في جنيف.
قادر على حمل شحنة متفجرة بزنة «عدة أطنان».
يعتمد على النموذج الروسي للصاروخ البالستي العابر للقارات RS-26 Roubej” (المشتق نفسه من “RS-24 Iars”).
يمكن أن تصل سرعته إلى 10 ماخ، أو 2,5 إلى 3 كيلومترات في الثانية (حوالي 12350 كلم في الساعة).
لا توجد أي طريقة اليوم للتصدي له
سيتم تجهيزه بشحنات قابلة للمناورة في الهواء، مما يزيد من صعوبة اعتراضه.
وقال الخبير العسكري إيان ماتفييف على تطبيق تلغرام إن “هذا النظام مكلف كثيرا ولا يتم إنتاجه بكميات كبيرة”.
وفي عام 2018، تم تجميد برنامج التسليح RS-26 Roubej، الذي يعود أول اختبار ناجح له إلى عام 2012، بحسب وكالة تاس الحكومية، بسبب عدم توفر الوسائل اللازمة لتنفيذ هذا المشروع “بالتزامن” مع تطوير الجيل الجديد من أنظمة الجيل الجديد Avangard التي تفوق سرعتها سرعة الصوت ويفترض انها قادرة على الوصول إلى هدف في أي مكان في العالم تقريبا.
وحتى عام 2019، لم يكن بوسع روسيا والولايات المتحدة نشر مثل هذه الصواريخ بموجب معاهدة القوات النووية متوسطة المدى الموقعة في عام 1987 خلال الحرب الباردة.
لكن في عام 2019، سحب دونالد ترامب واشنطن من هذا النص، متهما موسكو بانتهاكه، مما فتح الطريق أمام سباق تسلح جديد.
بحسب بوتين فان الصاروخ أوريشنيك الذي تم إطلاقه الخميس “في تكوينه غير النووي الذي تفوق سرعته سرعة الصوت”،
وشدد بوتين على أن “أنظمة الدفاع الجوي المتوفرة حاليا في العالم وأنظمة الدفاع الصاروخي التي نصبها الأمريكيون في أوروبا لا تعترض هذه الصواريخ. هذا مستبعد”.
وأظهر مقطع فيديو للإطلاق الروسي نشر على شبكات التواصل الاجتماعي، ست ومضات قوية متتالية تسقط من السماء وقت الهجوم، في إشارة بحسب الخبراء إلى أن الصاروخ يحمل ست شحنات على الأقل.