الانتخابات الأمريكية، تشريعية أو رئاسية.. أساسها المال.
كلما أنفقت أكثر، زادت فرص فوزك. الحملات الانتخابية ومكافآت العاملين فيها والدعاية والإعلانات السياسية والتنقلات في دولة هي والقارة سواء، تتطلب مئات ملايين الدولارات. ورغم أن إنفاق حملة كامالا هاريس عالٍ للغاية، فإن دخول الملياردير إيلون ماسك على الخط.. ودعمه اللامشروط لترامب، إحدى أهم العلامات الفارقة في انتخابات الرئاسة التي تُجرى اليوم.
«ماسك»، أغنى رجل في العالم وصاحب شركة تيسلا لإنتاج السيارات الكهربائية وشركة سبيس إكس للسفر السياحي إلى الفضاء، إضافة لمنصة إكس (تويتر سابقاً)، قرر – قبل أسابيع – منح جائزة يومية بقيمة مليون دولار لصاحب الحظ من الناخبين في الولايات المتأرجحة التي ستحدد الفائز، في دعم واضح لترامب. هذه الخطوة أقرب إلى لوتاري أو يانصيب محظور قانوناً، لكن ماسك يقول إنها ليست كذلك، بل تشجيع للمشاركة في الانتخابات. لم يكتفِ الملياردير بذلك، بل سخَّر «إكس» وغرَّد بلا توقف لمصلحة ترامب، وشارك معه في لقاءات جماهيرية بالكلام والرقص والهتاف.
لماذا يفعل ماسك ذلك؟ إنه مؤيد قوي لترامب، ويريد – كما يقول – أن يُطهِّر الحكومة الفيدرالية من البيروقراطية والهدر المالي. ترامب وعد بتعيينه في وظيفة غامضة هي مسؤول إدارة الكفاءة الحكومية، مما سيتيح له – كما يدَّعي – توفير نحو تريليوني دولار من الميزانية. لكن الأهم أن ماسك سيستفيد بشدة من وجوده، أو حتى قربه (إذا لم يتولَّ المنصب).. في الحصول على تعاقدات من الحكومة الفيدرالية، علماً بأنه حصل على مشروعات تُقدَّر بـ15.5 مليار دولار.. خلال السنوات العشر الماضية.
سلطة الرئيس هائلة على مثل هذه التعاقدات والمنح. وكما في دول العالم الثالث، فإن القرب من السلطة يفتح مغارة علي بابا للأغنياء ورجال الأعمال الذين يدعمون هذا المرشح أو ذلك الحزب بالأموال.
» ماسك» يسير على نفس المنوال. بالطبع، يغلف قربه الوشيك من الحكومة الأمريكية، بعد فوز ترامب، برغبته في تغيير واشنطن ونخبتها التي تنفق بلا حساب ولا يهمها المواطن العادي.. لكن وراء هذه الشعارات مكاسب هائلة وأموالاً طائلة.
نقلاً عن «الأهرام«