Times of Egypt

أصداء سياحية 

Mohamed Bosila
وجيه وهبة 

وجيه وهبة 

تعليقات القراء والأصدقاء على مقال الأسبوع الماضي – الذي تناول بعض الجوانب المتعلقة بالسياحة – أظهرت اهتماماً شديداً بالشأن السياحي، واتفاقاً تامّاً مع ما قاله السيد رئيس الوزراء، أثناء لقائه ببعض المستثمرين المصريين.. عن الأولوية والأهمية القصوى للقطاع السياحي، كمصدر عاجل للعملة الصعبة. ومن تلك التعليقات، نعرض شذرات مبينة، وإشارات وتلميحات.. إلى ما يمكن أن نهتدي به، في البحث عن سبب هزلية أرقام وأوضاع السياحة.. بالنسبة للمفترض أن تكون عليه في بلد مثل بلدنا؛ بكل مكوناته الغنية والجاذبة والمتنوعة، كمقصد سياحي. 

■ يقول الخبير السياحي «علوي فريد»: 

«.. لابد من الالتفات للقدرة على المنافسة في مختلف الجوانب، وأهمها البنية التحتية. والمطارات المنضبطة، التي تقدم الخدمات اللائقة بيسر.. لمنافسة المطارات الأخرى حولنا، فهي واجهة البلاد. كذلك لابد من انضباط الشارع المصري بصرامة، بعدما أصبح سيركاً عجيباً. ولابد من تفعيل الرقابة، ومراعاة تطبيق المعايير والاشتراطات المعروفة عالميّاً.. على كافة المنشآت السياحية، وكل مَن يتعامل مع السائح. ويجب الاهتمام بنظافة الشوارع والأماكن السياحية. كما يجب فصل شركات السياحة الدينية، عن شركات السياحة الأخرى.. التي تقوم بتقديم خدمات فعلية للسائحين». 

■ «جلال مصططفى» (فيينا): «.. الغالبية العظمى من السياح الأوروبيين، ينتمون إلى الطبقة المتوسطة. وكل العاملين من صغير أو كبير.. يحصلون على راتب شهرين زيادة، بمناسبة أعياد الميلاد، وشهر للإجازة، يسافر فيه بعضهم لمدة أسبوع أو اثنين للسياحة. يتناولون الإفطار في الفندق، وأغلبهم يتناول وجبتي الغداء والعشاء خارج الفندق.. من سوبر ماركت أو في مطعم رخيص، وهؤلاء هم عشرات الملايين، الذين نراهم في أوروبا، ويشكلون معظم الدخل السياحي.. أخيراً أقول للعاملين في الفنادق والمطاعم والكافتيريات والتاكسيات والشواطئ والأهرامات وكافة المواقع الأثرية: السايح مش صيدة!!!، ولو نصبت عليه مرة، حتكون بالنسبة له آخر مرة». 

■ «نادر فتحي»: «عملت بالسياحة لمدة 35 عاماً، ورأيت صحوة ونكبة للسياحة.. على مدار هذه الأعوام. وإليك بعض الملاحظات: 

١- للأسف، المتعاملون والعاملون بالسياحة.. ينقصهم الكثير والكثير من الخبرة؛ وهذه لا تأتي فقط بالممارسة، ولكن بالتوجيه والإرشاد. كما أنه يجب ألا تكون المكاسب على حساب الخدمة المقدمة للسائح. 

٢- معظم المراكب السياحية (الخمس نجوم)، لا تقدم أي خدمات خمس نجوم. 

٣- لابد من الضرب بيد من حديد.. على مَن يستغل السائح من سائقي الأجرة، وللأسف من بعض العاملين بالسياحة أيضاً، ومنهم مَن يلازمهم منذ لحظة وصولهم (بحكم عمله) إلى يوم سفرهم. 

٤- النظافة العامة، وهنا أتحدث عن النظافة الشخصية.. قبل أي شيء. للأسف، بعض العاملين يفتقدون مبادئ النظافة، والبعض الآخر ليس له خيار.. بسبب استغلال أصحاب المنشأة السياحية؛ سواء كانت فندقاً أو مركباً أو (أوتوبيساً)، حيث يضطر العامل أو الموظف أو مَن يخدم السائح – سواء بمطعم أو مَن يحمل الحقائب – يضطرون للعمل بدون أي راحة، وأحياناً لا يكون لديهم وقت للاستحمام». 

■ «صلاح عبدالرحمن»، المحامي (سيناء/ دهب): «هناك مبالغة في فرض رسوم إشغالات الشواطئ على الفنادق، والتي تصل إلى ملايين الجنيهات.. دون أي سند قانوني. كما تتعدد جهات التفتيش اليومي على الفنادق، مع زيادة الرسوم لجهات كثيرة.. في كل ما يخص الفندق، حتى أصبحت نوعاً من الجباية..». 

■ «عادل عازر»: «أنا أعيش في شرم الشيخ منذ 17 سنة، ولم أقابل شخصاً واحداً خريج سياحة وفنادق.. وجزء كبير من معوقات السياحة يرجع إلى الحكومة، بالإضافة إلى الأداء الكارثي للتعامل مع السياح؛ من طمع ونصب وسرقة وتحرش وغير ذلك. كما أن العمالة في منظومة السياحة.. منعدمة الثقافة والوعي السياحي، ولا يوجد تدريب أو توعية، ويعملون 14 ساعة في اليوم أحياناً. ومساكن ومطاعم العمالة، لا تمت للآدمية بصلة. والمطلوب تغيير الثقافة السياحية لدى الناس.. والحكومة أيضاً». 

■ ويعلق الدكتور «أحمد سعيد عمر» (ألمانيا)، عقب زيارته للمتحف المصري الكبير: «.. أما عن سلوكيات عمال دورات المياه، فقد رأيت واحداً منهم يطارد يابانيّاً مهذباً.. لا حول ولا قوة له أمام هذه المطاردة، بل إن واحداً منهم دعاني إلى دخول دورة المياه، ملوحاً من بعيد ببكرة ورق التواليت، بل سبقني ليجفف البلل – المعروف عن مراحيض دورات المياه المصرية – والمسكين أصابه الرعب.. عندما رآني أصور قذارة المكان. انتهت زيارة المتحف، وخرجت من هذا الفضاء الراقي، لأصارع فوضى سلوكيات التكاتك، وتهور الميكروباصات.. في منطقة فيصل وترسا المتاخمة..»!!. 

■ الخبير السياحي «فيكتور جورجس»: «علينا أن ندرك أن السائح.. إذا لم يرضَ عن رحلته في مصر، فإنه حين يعود لبلاده، لن يشكو لأصدقائه ومعارفه من تصرفات فردية، بل سيشمل عدم رضاه وشكواه (مصر) إجمالاً». 

■ ويتساءل أحد المقيمين بشرم الشيخ منذ خمسة وثلاثين عاماً (ا. ر)، ويقول: «كيف يكون التاكسي في مثل هذه الدرة السياحية.. بلا عداد؟!!. ولماذا تتعرض سياحة اليخوت – التي يجب عدم تجاهلها – للكثير من الإجراءات والمضايقات.. من جهات عدة، وتُفرض عليها رسوم باهظة، وتتعرض لما هو أشبه بالابتزاز – الرسمى أحياناً، أو الخفي أحياناً أخرى – فتكون الزيارة الأولى لليخت هي الأخيرة. وفي بلد تمثل له السياحة هذه الأهمية، لماذا لا تصبح السياحة مادة أساسية تدرس للجميع في الصغر؟، ولماذا لا تكون لوزارة السياحة سلطات شبه (سيادية)؟. وأخيراً، فإنني أتفهم الضرورات الأمنية والتأمينية بالنسبة لدخول سيناء، ولكن.. بالتأكيد، هناك سبل للأمن الذكي، الأمن الذي لا تشعر بوطأته، ولا بتعقيد إجراءاته ومضايقاته. وأخيراً.. هل نحن نشجع السياحة، حقّاً أم نحن نكافح السياحة؟». 

■ السيدة «عنايات الطويل»: «موضوع السياحة، لا بد أن يعامل على أنه.. ضرورة أولى بالنسبة للاقتصاد المصري، وتُواجه مشاكله بالجدية والحزم، ابتداءً من لحظة طيران السائح إلى مصر، بالإضافة إلى توعية فعالة.. بالدور المهم لعموم المصريين، في كيفية التعامل مع السياح. السياحة قضية حياة بالنسبة لنا، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها. مشوار طويل، لكن لا بد من البداية، وعلى كل الجبهات». 

■ لم تنتهِ آراء القراء والأصدقاء. ولكن هذا غيض من فيض، يبين عن أنه لا خلاف على المعوقات.. التي تمنعنا من تعظيم مواردنا من السياحة أضعافاً مضاعفة. جانب كبير من تلك المعوقات، لا يستلزم إنفاقاً كبيراً، بقدر ما يستلزم وعياً سياحياً مفقوداً. 

نقلاً عن «المصري اليوم» 

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.