تحولت أسعار النفط من حالة التذبذب إلى صعود قوي في التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء، مدفوعة بأنباء تفيد باحتمال تصعيد عسكري في منطقة الشرق الأوسط التي تمثل شرياناً أساسياً لإمدادات النفط العالمية، إذ تسيطر على نحو 20% من صادرات الخام حول العالم.
وارتفعت الأسعار بشكل ملحوظ عقب تقرير نشرته شبكة “سي إن إن” الأميركية، أفاد بأن إسرائيل تستعد لتوجيه ضربة عسكرية إلى منشآت نووية إيرانية، ما أثار مخاوف المستثمرين من أن يؤدي التصعيد إلى اضطراب إمدادات النفط من المنطقة.
أسعار النفط تتفاعل
صعدت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يوليو بنحو 1.2 دولار، أي ما يعادل 1.7%، لتتداول بالقرب من 67 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 3:30 صباحاً بتوقيت غرينتش.
كما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي لشهر يوليو بـ1.1 دولار أو 1.6%، لتقترب من مستوى 63 دولاراً للبرميل.
في المقابل، كانت العقود الآجلة قد أغلقت أمس على انخفاض طفيف، حيث هبط خام برنت 0.16 دولار إلى 65.38 دولار، بينما تراجع خام غرب تكساس 0.13 دولار إلى 62.56 دولار.
مع نهاية الأسبوع الماضي، حققت عقود برنت مكاسب أسبوعية نسبتها 1.4%، في حين ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.4%، بدعم من تهدئة التوترات التجارية بين واشنطن وبكين.
تصعيد محتمل
بحسب تقرير “سي إن إن”، استندت الشبكة إلى مصادر أميركية مطلعة أكدت وجود معلومات استخباراتية جديدة تفيد باستعدادات إسرائيلية لتنفيذ ضربات ضد منشآت نووية إيرانية. وأضافت أن القرار النهائي لم يُتخذ بعد من قِبل القيادة الإسرائيلية.
وتُعد إيران ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة “أوبك”، وأي هجوم محتمل على منشآتها قد يعرقل الإمدادات، ويُرجح أن ترد طهران بمحاولة إغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الممرات البحرية العالمية لنقل النفط.
تعثر في المفاوضات النووية
بالتوازي، نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن نائب وزير الخارجية مجيد تخت روانجي أن المحادثات النووية مع الولايات المتحدة لا تبشر بنتائج إيجابية في ظل إصرار واشنطن على وقف تخصيب اليورانيوم.
من جهته، أعاد المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف التأكيد على موقف بلاده، مطالباً بوقف كامل لتخصيب اليورانيوم ضمن أي اتفاق، بينما تؤكد إيران أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية فقط.
وفي مذكرة تحليلية، أشار بنك “آي إن جي” إلى أن إبرام اتفاق نووي قد يخفف من مخاطر الإمدادات، إذ سيسمح لإيران بزيادة إنتاجها النفطي بنحو 400 ألف برميل يومياً، وتوسيع قاعدة المشترين المحتملين.
ترقب بيانات المخزون الأميركي
ينتظر المستثمرون اليوم صدور بيانات مخزونات النفط الأميركية من إدارة معلومات الطاقة، بعد أن كشف معهد البترول الأميركي أمس عن ارتفاع غير متوقع في مخزونات الخام بـ2.5 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 16 مايو، في حين كان المحللون يتوقعون انخفاضاً بنحو 1.5 مليون برميل.
في المقابل، سجلت مخزونات البنزين ونواتج التقطير تراجعاً خلال الفترة ذاتها.
زيادة في المعروض وضعف في الطلب
كشفت بيانات “أوبك+” أن إنتاج كازاخستان ارتفع بنسبة 2% في مايو، في مخالفة لاتفاق المجموعة بشأن حصص الإنتاج. كما تتزايد الضغوط على أسعار النفط نتيجة تباطؤ النمو في الاقتصاد الصيني، لا سيما في الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة، ما يزيد التوقعات بانخفاض الطلب من أكبر مستورد للخام في العالم.