أفادت تقارير إعلامية بأن الحكومة الدنماركية أرسلت “رسائل خاصة” إلى فريق الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، لعرض استعدادها لمناقشة تعزيز الأمن في غرينلاند أو زيادة الوجود العسكري الأميركي في المنطقة دون المطالبة بضم الجزيرة. هذه الرسائل تمثل محاولة من الدنمارك للتهدئة بعد تصريحات ترامب المثيرة التي وصف فيها السيطرة الأميركية على غرينلاند بأنها “ضرورة مطلقة”.
ورغم استعداد الحكومة الدنماركية للتعاون بشأن القضايا الأمنية، أكدت على أنها لا تسعى إلى تسليم السيادة على الجزيرة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي تحت السيادة الدنماركية. وقد أثار ترامب في أكثر من مناسبة رغبته في الحصول على غرينلاند، مشيرًا إلى أهميتها الاستراتيجية للأمن القومي الأميركي، بل لم يستبعد استخدام الوسائل العسكرية أو الاقتصادية لتحقيق هذا الهدف، بما في ذلك فرض رسوم جمركية على الدنمارك.
في المقابل، قال رئيس وزراء غرينلاند، موتي إيغيد، إنه على الرغم من التفهم لاهتمام ترامب بالجزيرة من منظور استراتيجي، فإن سكان غرينلاند لا يرغبون في أن يكونوا جزءًا من الولايات المتحدة أو الدنمارك. وأضاف إيغيد أنه منفتح على مناقشات مع واشنطن، لكنه شدد على أن “غرينلاند لشعب غرينلاند”. كما أشار إلى أن غرينلاند كانت مستعمرة دنماركية حتى عام 1953 وأصبحت منذ ذلك الحين إقليمًا ذاتيًا، مع حق قانوني في المطالبة بالاستقلال.
ورغم هذه التصريحات، أعلن ترامب مجددًا في وقت سابق هذا الأسبوع عن رغبته في ضم غرينلاند، مما أثار ردود فعل غاضبة من الحكومات الأوروبية. في هذا السياق، أكدت رئيسة وزراء الدنمارك، مته فريدريكسن، أنها قد طلبت عقد اجتماع مع ترامب بعد تنصيبه، ولكن لم يتم تحديد موعد للاجتماع بعد.
من جهة أخرى، ومع تصاعد الاهتمام الأميركي بالجزيرة، أفادت وسائل إعلام دنماركية أن الحكومة اقترحت تعزيز وجودها العسكري في غرينلاند، حيث قدمت خططًا لشراء سفينتين جديدتين لدوريات في القطب الشمالي وزيادة عدد الزلاجات التي تجرها الكلاب، فضلًا عن تطوير مطار كانغرلوسواك العسكري لاستيعاب طائرات مقاتلة من طراز إف-35. كما تم تخصيص ميزانية بقيمة 400 مليون دولار لنشر طائرات مسيرة في المنطقة.
في هذا الصدد، يأتي التصعيد العسكري في غرينلاند ضمن سعي الدنمارك لتعزيز سيادتها على الجزيرة في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة لتوسيع نفوذها في المنطقة الاستراتيجية.
وفي إطار التوترات الجيوسياسية، أكد الرئيس الأميركي المنتخب عبر منصاته الإعلامية أنه يرى غرينلاند جزءًا من الأمن القومي الأميركي، مشيرًا إلى موقعها الاستراتيجي في القطب الشمالي. ومع ذلك، يواجه ترامب مقاومة متزايدة من سكان الجزيرة الذين يرفضون التبعية لأي قوة أجنبية، سواء كانت أميركا أو الدنمارك.