عاد نحو 300 ألف نازح فلسطيني من جنوب ووسط قطاع غزة إلى محافظات الشمال وغزة، بعد نحو 470 يومًا من نزوحهم نتيجة الحرب التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفقًا لما أعلنه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وفي بيان مقتضب مساء الإثنين، أكد المكتب أن هؤلاء النازحين عادوا عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين، في خطوة تمثل عودة للحياة رغم التحديات التي تواجه القطاع.
شروط عودة السكان
تأتي هذه العودة بعد أن أعلنت قطر عن اتفاق يقضي بإفراج حركة حماس عن رهينة إسرائيلية تدعى أربيل يهود، مع اثنين آخرين، مقابل سماح إسرائيل لسكان شمال القطاع بالعودة إلى ديارهم. الاتفاق جاء بوساطة قطرية، ومهد الطريق لتخفيف القيود الإسرائيلية.
وفي سياق آخر، بدأ سريان وقف إطلاق النار في 19 يناير الجاري، بوساطة مصرية وقطرية وأميركية، حيث تستمر مرحلته الأولى 42 يومًا، يتم خلالها التفاوض لبدء مراحل جديدة نحو تهدئة طويلة الأمد.
مشاهد العودة: فرحة ممزوجة بالدموع
اصطف عشرات الآلاف على الطريق الساحلي بمحاذاة البحر المتوسط، عائدين سيرًا على الأقدام، حاملين أطفالهم وأمتعتهم. أم محمد علي، إحدى العائدات، عبّرت عن مشاعرها قائلة: “كأنني ولدت من جديد، وانتصرنا من جديد”.
الشهود أشاروا إلى أن أولى مجموعات العائدين وصلت إلى مدينة غزة مع بزوغ الفجر، حيث فتحت أول نقطة عبور في السابعة صباحًا، تلتها نقطة أخرى بعد ثلاث ساعات لدخول المركبات. أسامة، موظف حكومي يبلغ من العمر 50 عامًا، قال متأثرًا: “قلبي يدق لأنني تخيلت أنني لن أعود أبدًا”.
أطلال تنتظر إعادة البناء
خلال الحرب التي اندلعت في أكتوبر 2023، نزح نحو 650 ألف فلسطيني من شمال القطاع، بينما تشير بيانات وزارة الصحة في غزة إلى أن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل أكثر من 47 ألف شخص.
اليوم، ومع عودة النازحين، باتت الحاجة ماسة إلى أكثر من 135 ألف خيمة ومأوى، حيث يحاول السكان إعادة بناء حياتهم فوق أنقاض منازلهم، وسط دمار هائل يجعل معظم قطاع غزة يبدو كركام.
عودة النازحين إلى شمال غزة تحمل بارقة أمل، لكنها تظل مشوبة بالكثير من التحديات لإعادة الإعمار واستعادة الحياة الطبيعية في وجه الخراب الذي تركته الحرب.
