شهد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، اليوم الثلاثاء، فعاليات ملتقى “تشكيل آفاق الذكاء الاصطناعي في مصر”، الذي نظمته هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا) بالتعاون مع شركة 500 Global، في مركز إبداع مصر الرقمية بالجيزة، بمشاركة مسؤولين من شركات الذكاء الاصطناعي، ومؤسسي صناديق رأس المال المخاطر، وممثلي القطاعات المختلفة التي تعتمد على هذه التقنيات، إضافة إلى رواد الأعمال والشركات الناشئة.
وأكد الوزير، خلال كلمته، أهمية تعزيز التواصل بين جميع أطراف قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصرًا محوريًا في مختلف المجالات. ولفت إلى أن الملتقى يمثل منصة للحوار بين الجهات الحكومية والشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى المجتمع المدني وشركات القطاع الخاص الداعمة للاستثمار في الذكاء الاصطناعي، بهدف تمكين الشركات الناشئة من تطوير حلول قائمة على هذه التقنية تلبي احتياجات القطاعات المختلفة، مثل الاتصالات، الصحة، والقطاع المصرفي.
وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي في يناير الماضي، والتي ترتكز على ستة محاور رئيسية، تشمل تطوير البنية التحتية الحوسبية لتوفير قدرات متقدمة للقطاعين الحكومي والخاص، تنظيم البيانات وحوكمتها، وبناء الأنظمة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لخدمة قطاعات حيوية مثل الزراعة، الصحة، والتعليم. كما تتضمن الاستراتيجية تنمية المهارات والكفاءات من خلال برامج تدريبية متخصصة، وتطوير التشريعات والحوكمة لضمان توازن بين حماية البيانات وتعزيز تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى خلق بيئة متكاملة تدعم الشركات الناشئة وتشجع الاستثمارات في هذا المجال.
من جانبه، أوضح المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة “إيتيدا”، أن الهيئة تعمل على ربط مختلف أطراف منظومة ريادة الأعمال من شركات ناشئة ومستثمرين ومؤسسات كبرى، لاستكشاف الفرص المتاحة في مجال الذكاء الاصطناعي. وأشار إلى أن أحد أبرز التحديات التي تواجه الشركات الناشئة هو نقص المهارات المتخصصة، وهو ما تسعى الوزارة إلى معالجته عبر برامج تأهيلية متقدمة.
وفي سياق متصل، أكدت السيدة أمل عنان، الشريك الإداري في شركة 500 Global، أن الشركة استثمرت في أكثر من 65 شركة ناشئة مصرية حتى الآن، مع خطط للتوسع في التعاون مع “إيتيدا”. وأوضحت أن نحو 157 شركة تستفيد من برامج الشركة المختلفة، مشددة على أن دمج الذكاء الاصطناعي في أعمال الشركات الناشئة أصبح ضرورة في ظل تزايد الاهتمام العالمي بهذه التكنولوجيا.
واستعرضت الدكتورة هدى بركة، مستشار وزير الاتصالات لتنمية المهارات التكنولوجية، مستهدفات النسخة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي (2025-2030)، والتي تشمل تأهيل 30 ألف متخصص في الذكاء الاصطناعي، ورفع وعي المجتمع بحيث يستخدم 26% من القوى العاملة أدوات الذكاء الاصطناعي، مع استفادة 36% من المواطنين من تطبيقاته. كما تستهدف الاستراتيجية الوصول إلى 250 شركة تعمل في هذا المجال، وتعزيز البحث والتطوير ودعم الابتكار في التقنيات المرتبطة به.
بدورها، أوضحت الدكتورة نهى عدلي، مستشار وزير الاتصالات للبحوث والتطوير، أن مركز الابتكار التطبيقي يلعب دورًا رئيسيًا في تطوير حلول تكنولوجية لمواجهة التحديات المجتمعية باستخدام الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على قطاعات حيوية مثل الزراعة، التعليم، الصحة، والثقافة. وأشارت إلى أن المركز يعمل على تطوير تطبيقات متقدمة تشمل التعرف التلقائي على الكلام باللهجة المصرية، والترجمة الآلية، وتحويل الصوت إلى نصوص مكتوبة، إلى جانب تحسين خدمات مراكز الاتصال عبر الذكاء الاصطناعي.
وتضمنت فعاليات الملتقى جلسة نقاشية حول أفضل الممارسات في دمج ميزات الذكاء الاصطناعي في الأعمال، بمشاركة ممثلين عن قطاعي المصارف والرعاية الصحية، حيث استعرضوا كيفية توظيف هذه التقنيات في تحسين الخدمات المصرفية، دعم الأمن السيبراني، وتقديم خدمات طبية أكثر دقة في مستشفى بهية. ويعد هذا الملتقى خطوة هامة نحو تعزيز بيئة الابتكار في مصر، ودعم الشركات الناشئة للاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي، بما يسهم في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للخدمات التكنولوجية المتقدمة.
