اتهمت الحكومة الصومالية، اليوم الثلاثاء، القوات الإثيوبية بشن هجوم على ثلاث قواعد عسكرية صومالية، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الجنود. جاء هذا الهجوم بعد أيام قليلة من توقيع اتفاق سلام بين البلدين، برعاية تركيا، بهدف تهدئة التوترات بينهما.
ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية الصومالية، استهدفت القوات الإثيوبية قاعدة جوية في بلدة دولو بولاية جوبالاند في حوالي الساعة العاشرة صباحاً، كما طال الهجوم ثلاث قواعد أخرى تديرها القوات الصومالية في المنطقة، بما في ذلك الجيش والشرطة والمخابرات الوطنية ووكالة الأمن. وأكدت الوزارة أن الهجوم أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات الصومالية، إضافة إلى إصابات بين المدنيين في المنطقة.
وأعربت الحكومة الصومالية عن أسفها لهذا الهجوم، مؤكدة أن القوات الإثيوبية ألحقوا أضراراً بشرية جسيمة خلال الهجوم. كما لفت البيان إلى أن الهجوم يأتي في وقت حساس، حيث كانت الحكومة الصومالية تواصل جهودها الدبلوماسية لتنفيذ “إعلان أنقرة”، الذي تم التوصل إليه بين الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في 12 ديسمبر. ويهدف هذا الإعلان إلى تعزيز التعاون بين البلدين وتحقيق مصالح متبادلة، بما في ذلك تسهيل وصول إثيوبيا إلى البحر عبر الصومال.
وفي خطوة نحو نزع فتيل التوترات، عقدت إثيوبيا والصومال محادثات اليوم الثلاثاء، حيث اجتمع وزير الدولة للشؤون الخارجية الصومالي، علي محمد عمر، مع نظيره الإثيوبي، مسغانو أرغا. اللقاء جاء بعد اشتباكات حدودية بين القوات الإثيوبية والصومالية في ولاية جوبالاند، التي شهدت مؤخراً تصاعداً في التوترات.
وحسب مصادر في جوبالاند، كانت القوات الإثيوبية تحمي شخصيات محلية من هجوم شنته القوات الفيدرالية الصومالية في بلدة دولو. وقد أعرب الوزير الصومالي عن احتجاج الحكومة على تصرفات القوات الإثيوبية في المنطقة.
من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية الإثيوبية بياناً نفت فيه أي خطأ من جانب قواتها، مشيرة إلى أن هناك “أطرافاً ثالثة” تسعى إلى زعزعة استقرار منطقة القرن الإفريقي.
ويأتي هذا التصعيد في وقت حساس بين البلدين، اللذين شهدا نزاعاً دبلوماسياً وعسكرياً في الأشهر الماضية. حيث وقع خلاف بينهما بعد أن قامت إثيوبيا بتوقيع اتفاق مع إقليم أرض الصومال الانفصالي لاستئجار مساحة من الساحل لإنشاء ميناء وقاعدة عسكرية، في خطوة اعتبرتها الصومال خرقاً لسيادتها. وكان من المفترض أن يحل هذا النزاع عبر الاتفاق الذي وقع في أنقرة، لكن الهجوم الأخير يعكس هشاشة هذا الاتفاق وتحدياته.