Times of Egypt

«موليوود»! 

Mohamed Bosila
د. أسامة الغزالي حرب  

 
د. أسامة الغزالي حرب 

هل سمعت، عزيزي القارئ، عن هذا الاسم الجديد الذي طُرح حديثاً في الأسواق؟ فهو قريب من اسم احد مستحضرات التجميل العالمية.. على موقع «مولي شوب». أم هو اسم لمنظف صناعي حديث؟ أم هو اسم تجاري جديد لصبغة اليود، التي تُستعمل لتعقيم الجروح البسيطة… إلخ؟  

لا أيها السادة، إنه الاسم الذي اقترحه الزميل العزيز أحمد المسلماني – بعد تعيينه حديثاً رئيساً للهيئة الوطنية للإعلام – بدلاً من اسم قنوات «النيل»! إنني بصراحة.. مندهش، وغير متفائل بهذه البداية الهزلية!  

وأخاطب – من هذا المنبر – أحمد، وأقول له إن «صديقك من صدَقك..لا من صدَّقك».. كما يقول المثل الشائع!  

نعم.. «لكل جواد كبوة».. كما يقال أيضاً، ولكن أن تكون الكبوة عند لحظة البداية.. فهذه بادرة وبداية غير طيبة، ولا مبشرة على الإطلاق؛ لأن القضايا والتحديات – التي يواجهها الإعلام الرسمي المصري – هائلة.. هائلة للغاية، في زمن يدير فيه المواطن بيده – بكل سهولة – مفاتيح الراديو، أو يضغط على أزرار الريموت كنترول.. أمام التليفزيون، ليختار بين مئات القنوات والمحطات المتاحة في الفضاء الإعلامي الواسع. 

هذه تحديات جادة، لا يجوز أبداً أن تكون البداية أمامها هزيلة.. بالانشغال بتغييرالاسم!  

أما الكبوة الثانية – والأخطر، بل المؤسفة – فهي استبدال كلمة «موليوود» بكلمة «النيل» لماذا.. يقول أحمد، لأن مصر اشتهرت بأنها «هوليوود الشرق»؟  

نعم. قيل ذلك، لأن مصر شهدت أول عرض سينمائي.. منذ مائة وثلاثين عاماً، بعدعام واحد من أول عرض سينمائي في باريس، علاوة على غزارة وغنى رصيدها السينمائي.. عربياً وإفريقياً.  

ولكن هذا يدعونا، لأن نكون أكثر تمسكاً بهويتنا الفنية والسينمائية، لا أن «نتمحك» في هوليوود! إنني أكاد أسمع صوت المؤرخ اليوناني العظيم «هيرودوت».. صاحب العبارة العبقرية «مصر هبة النيل»، وهو يصيح – من قلب الماضي البعيد – «ياللهول»، كما قالها يوسف وهبي!  

وأخيراً، أيها السادة، لا ينبغي أبداً اتخاذ القرارات في هذا المستوى.. من الإدارة العليا، بتلك الطريقة الفردية. وإنما لا بد من المشورة والتفكير الجماعي. 

نقلاً عن «الأهرام« 

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *