Times of Egypt

من هم العرب..؟

Mohamed Bosila
د. أسامة الغزالي حرب  

د. أسامة الغزالي حرب..

لو سألتني اليوم ـ ونحن في نهاية عام 2024 ـ من هم العرب.. لقلت لك ـ بعد عمر طويل في الدراسة والبحث السياسي، وتأمل الأحداث الجارية من حولنا ـ إنهم تلك الشعوب التي تعيش في المنطقة الممتدة من الخليج (المسمى عالمياً الفارسي، ونسميه نحن الخليج العربي) إلى شاطئ المحيط الأطلسي غرباً…، والتي تتحدث اللغة العربية ـ التي هي لغة دينها.. الإسلام، وإن كانت بلهجات محلية متباينة.
لو سألتني: هل يشكلون كياناً أو كتلة أو وحدة قومية متميزة أو متماسكة..؟ لقلت لك لا، إن بعضها ـ في الأراضي الخصيبة- كانت في الماضي دولاً وكيانات.. ذات هويات مميزة، وبعضها ـ فى المناطق الصحراوية ـ كانت قبائل ذات عصبيات وتاريخ عريق.
لو سألتني: هل يشكلون أمة قومية واحدة؟ لقلت لك: لا، إطلاقاً. وقد تعاجلني بالسؤال… ولكن: ألا تعرف الأحاديث والخطب والحماس عن الأمة العربية والقومية العربية.. منذ أن تحدث نجيب عازوري عن يقظة الأمة العربية في بداية القرن العشرين، إلى أن نادى جمال عبدالناصر بالوحدة العربية، بل وحاول تطبيقها في 1958..؟
لقلت لك إن عازورى كان أساساً رافضاً للسيطرة العثمانية.. على الأقطار العربية، ولم يدعُ إلى أمة أو قومية عربية. أما مناداة عبدالناصر بالقومية العربية، ومحاولته لتحقيق الوحدة العربية.. فنحن جميعاً نعرف ما آلت إليه!
لو سألتني: لماذا تقول هذا الكلام الآن؟ لماذ تتفلسف وتتقعر في حديثك ذلك؟ لقلت لك: انظر إلى مايحدث كل يوم في غزة الآن.. وكل يوم منذ أكتوبر 2023، ومقتل أكثر من 45 ألف فلسطيني، وإصابة 108 آلاف، بينهم آلاف الأطفال علاوة على تدمير كل مظاهر الحياة والعمران فيها.. التي استدعت صحوة الضمير في بلدان العالم كلها… أما الأقطار العربية، التي تملك فعلياً أدوات هائلة للتأثير والضغط.. فكأنها في عالم آخر، وكل ماصدر عنها.. كان فقط من خلال منظمة الشجب والإدانة (الجامعة العربية!)، هل عرفت إذن لماذا أتساءل عن العرب؟
نقلاً عن «الأهرام»

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.