Times of Egypt

من النكبة للكارثة! 

Mohamed Bosila
عبدالقادر شهيب 

عبدالقادر شهيب 

أطلقنا وصف «النكبة».. على المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية ضد الفلسطينيين، واستيلائها على أكثر من نصف أراضيهم، وإقامة دولة إسرائيل عليها عام 1948. وأطلقنا وصف «النكسة» على هزيمة يونيو 1967، التي احتلت فيها القوات الإسرائيلية باقي أراضي فلسطين.. مع سيناء المصرية والجولان السورية. 

فبمَ يمكننا أن نصِف ما يحدث الآن منذ نحو عشرين شهراً.. من تدميرٍ كاملٍ لقطاع غزة والإبادة الجماعية لأهله.. بالسلاح وبالتجويع والتشريد المستمر، والضغط عليهم للهجرة مرغمين.. لحرمانهم من مقومات الحياة في القطاع؟! 

أعتقد أنه لا يتوفر في قاموس لغتنا – وكل لغات العالم – وصف دقيق، يصلح لأن نطلقه على تلك الجرائم البشعة، التي تمارسها قوات الاحتلال والحكومة الإسرائيلية.. ضد أهل غزة، ومعهم أهل الضفة الغربية والقدس الشرقية. 

فما يحدث أكبر من جريمة – أو جرائم – حرب، وتجاوز جرائم الإبادة الجماعية. إنه القضاء على شعب بالكامل، يُعد آخر شعب في العالم كله.. لم ينل حريته، وما زال يرضخ لاحتلال عنصري بشع، وتصفية لقضيته.. التي تُعد قضية تحرُر، وحق مشروع في إقامة دولة مستقلة.. يعيش فيها بكرامة وسلام. 

إن ما يحدث للفلسطينيين – تحت سمع وبصر العالم – كارثة كبيرة، تفوق الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والأعاصير، ويؤكد ذلك أعداد الشهداء والجرحى والمصابين، وأيضًا المعتقلين من أهل غزة، منذ السابع من أكتوبر عام 2024. 

والكارثة لا تتمثل فقط.. في ضخامة الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال، ولا في ضخامة أرقام الضحايا من الفلسطينيين، وإنما أيضًاً في عجز العالم عن وقف تلك المأساة، وإنقاذ الفلسطينيين.. أو من تبقى منهم على قيد الحياة، وخارج سجون الاحتلال. 

نقلاً عن «فيتو» 

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *