قبل أيّام صعدت الجنديات الإسرائيليات الأربع اللواتي سلمتهن حماس في إطار اتفاق الهدنة، على منصة في مدينة غزة، ورفعن أيديهن بالتحية باسمات، وسط حشد شعبي وانتشار مسلّح، في استعراض قوة جديد للحركة الفلسطينية.
في هذا السياق ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو زعم ناشروه أنّه لإحدى الجنديات وهي تقول إنّها اعتنقت الإسلام في غزّة. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة منشور قبل أكثر من سنة ويعود لناشطة حقوقيّة بريطانيّة، أما الترجمة العربّيّة المرافقة له فهي مُختلقة.
يظهر الفيديو سيّدة محجّبة خلال مقابلة وجاء في التعليق المرافق أنّها من الجنديات الإسرائيليات اللواتي أفرجت عنهنّ حركة حماس أخيراً وأنّها تتحدّث عن اعتناقها الإسلام.
ويأتي ظهور هذه المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية عقب تسليم حركة حماس في الرابع والعشرين من يناير الجاري أربع جنديات إسرائيليّات في إطار اتفاق الهدنة في قطاع غزّة، بعد حرب مدمّرة استمرت نحو 15 شهراً.
وخرجت الرهائن الأربع من مركبات رُكنت وسط ميدان فلسطين، إحدى ساحات مدينة غزّة، وقد أحاط بهن مقاتلون فلسطينيون وحشود من السكّان. وحملت الجنديات حقائب خفيفة عليها شعار حركة حماس، قالت مصادر في الحركة إن فيها “هدايا”.
ولوّحت الجنديات بأيديهن للحشود، ورفعن إبهاماتهن وسط تصفيق حار وهتافات.
وأثارت هذه المشاهد موجة من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية.
في هذا السياق، انتشر هذا الفيديو الذي ادّعى ناشروه أنّه يُظهر إحدى الجنديّات تتحدث عن اعتناقها للإسلام بسبب حُسن معاملتها في غزّة.
ما حقيقة الفيديو؟
إلا أنّ الفيديو لا علاقة له بكلّ ذلك.
فبعد اقتطاع مشاهد منه، يرشد البحث إلى النسخة الاصليّة من المقطع منشورة على قناة في موقع يوتيوب في الثامن من سبتمبر عام 2023، أي قبل أكثر من سنة على إطلاق الرهينات الإسرائيليّات، وقبل نحو شهر على اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
ويظهر الفيديو مقابلة مع صحافية وناشطة حقوقية بريطانية تدعى لورين بوث.
وتحدّثت بوث خلال هذه المقابلة عن قضايا اجتماعيّة ودينيّة منها التحديات والضغوط التي تواجه النساء المسلمات في أوروبا.
وقد عمد مروّجو الفيديو إلى تركيب ترجمة عربيّة مُختلقة لا تمتّ بصلة إلى ما تقوله لورين بوث.